وطنية – أطلق المرشح لرئاسة الرابطة المارونية السفير خليل كرم، لائحة “تجذر وصمود” لخوض انتخابات الرابطة في 19 آذار 2022، خلال مؤتمر صحافي عقده في فندق “لو غبريال” – الأشرفية.
وقال كرم: “نجتمع اليوم لنعلن لائحتنا “تجذر وصمود”، من اجل خوض انتخابات المجلس التنفيذي للرابطة المارونية. وإذا كان نجاحنا مشروطا بتصويتكم، فإن ذلك لن يمنعنا -أيا تكن النتيجة- من مواصلة جهودنا التاريخية في سبيل استعادة المارونية الحرة، المترفعة، الزاهدة والنزيهة من أنياب كل اشكال الذمية والالتحاق والعبودية والتخلف والذل والمهانة”.
أضاف: “خيارنا لا لبس فيه ولا غموض ولا ارتباك: أن نعيش تحت سقف الحرية، أولا وثانيا وثالثا وأخيرا. وأن تعاش هذه الحرية وتمارس فوق هذه الأرض، الآن وغدا والى الابد. وان لم تعد المارونية إلى أصالتها، عبثا كل عمل سياسي أو وطني أو إداري او اجتماعي. هذا هو طريقنا: “التجذر” في الارض، و”الصمود” أمام تحديات الحاضر والمستقبل، من اجل الانسان وحريته وكرامته. لذا، نحن معنيون بإعادة المارونية إلى هذه الأصالة، وسنكون مسؤولين أمام المارونية كلها، قبل ان نكون مسؤولين امامكم. فالمارونية ليست سلطة في الأرض إلا إذا كانت هذه السلطة أمينة لرسالتها ولشهادتها وتشبثها في البقاء قوية في وجه الاعاصير”.
وتابع: “المارونية هي ثورة مستمرة على الطغاة وتجار الهيكل، هي الحرية التي تستحق ان يحيا الإنسان في كنفها. هي المسألة الوجودية الكيانية اللبنانية، مع يقيننا بأن لبنان لم يخلق من أجل الموارنة، بل هم خلقوا من أجل لبنان. ومسؤوليتهم التاريخية تختصر في الحفاظ عليه منارة للكرامة والحرية. كما ان المارونية لن تكون حلم يسوع المسيح الذي أوكل إليها ان تحيا فيه، إلا إذا أخذت على عاتقها مواصلة مسيرتها المتجاسرة على الحرية والإبداع والتصدي لقلق ابنائها حفاظا على امانة الماضي، وانفتاحا على المستقبل الذي يضج بالتحديات والمخاطر”.
وأردف: “نحن اليوم نعدكم، وبجرأة المصارحة، أننا واياكم أمام مسيرة شاقة فيها الكثير الكثير من التعب من اجل الموارنة في لبنان وفي كل اصقاع الارض، صونا لحريتهم وعيشهم ودفاعا عن وجودهم وشراكتهم من موقع الندية المتعادلة المتكافئة بشروط الانسانية الحرة، ووفقا لحضارة المحبة التي جسدها السيد المسيح. قناعتنا ويقيننا أننا كموارنة، كنا دائما وأبدا أصحاب قضية الحرية التي مشينا على جلجلتها خمسة عشر قرنا، فكنا جمر التنوير والحداثة ومواكبة العصر. ولأجل الحرية هذه إضطهدنا وظلمنا، فبحثنا عنها وتشبثنا بها في الأودية، حملناها معنا في الجبال وبين الصخور وعلى الشطآن وفي كل الارض. كنا على الدوام، وما زلنا، حملة روح متمردة تتألم من الغدر ومن الطغيان وتثور على الفساد المستشري. فدفعنا أثمانا قاسية وباهظة من أجل الحفاظ على الحرية التي تؤخذ ولا تعطى”.
وقال: “المارونية التي ننشد إعادة ألقها ليست “المارونية السياسية”، بل المارونية التي حملها شعب من راهب اسمه مارون، وتحول جسده كنيسة لا ترتبط بأرض أو بعرق أو بقومية أو بلغة، بل برسالة وشهادة. صليبنا هو ان نحفظ هويتنا، أن نلفظ العنف ونحاور حتى النفس الأخير. لا نريد ضمانات من أحد، وإن لم نكن أهل حرب فلسنا أهل خوف وانعزال. نزلت بنا أهوال ما عرفها ولا عاشها غيرنا، وبقينا أهل الارض متجذرين فيها وصامدين من هنا حتى آخر حدود العالم”.
أضاف: “لن نتراجع عن التمسك بوجودنا في العيش الحر والكريم، مؤمنين بنهائية الكيان والعروبة الحضارية، عروبة الانفتاح والعيش المشترك. نحن من حمى ويحمي الشراكة، نحن من سيسقط اي محاولة توطين، نحن من سيجهد للحفاظ على الارض وعلى الوجود المسيحي، نحن سنكون في مقدمة صفوف بناة لبنان الغد كما فكر وحلم به الآباء المؤسسون. وسنبقى ملتزمين بأن تظل الرابطة المارونية “صاحبة الصفة والمصلحة” في منع اي إضرار بالمصلحة اللبنانية وحقوق المسيحيين، وهو ما اضطلعت به الرابطة سابقا وراهنا بفعالية في تصديها لملفات مصيرية وعلى رأسها ملف التجنيس”.
وتابع: “المطلوب راهنا الحفاظ على الوجود الماروني فاعلا، متجذرا وصامدا في وطن الارز، والعمل مع كل الخيرين على استعادته من على خط الزلازل، ومن بين أنياب الشهيات، في لحظة يعاد فيها ترسيم المنطقة على وقع الاوزان والأحجام، ليعود لبنان منارة الشرق ومختبره الحضاري في التنوع والتعدد والاختلاف، مستشفاه ومطبعته وكتابه وجريدته وجامعته وشرفته على العالم”.
وعدد كرم أبرز عناوين برنامج لائحة “تجذر وصمود”، كالاتي:
“بالنسبة لبرنامج عمل المجلس التنفيذي الجديد للائحة “تجذر وصمود”، فهو يرتكز بشكل رئيسي على بنود نظام الرابطة المارونية، لا سيما المادة الثالثة منه التي تحدد اهداف الرابطة، وفي ما يلي ابرز العناوين التي سيكون لنا شرف متابعتها والعمل بموجبها:
1. ملف الهجرة المسيحية وتداعياتها على الوجود المسيحي في لبنان
2. العمل على احياء حالة التوافق المسيحي – المسيحي في سبيل تثبيت الحضور المسيحي وتجذره في الارض
3. الأخطار الإقليمية وانعكاساتها السلبية على لبنان بشكل عام وعلى المسيحيين بشكل خاص
4. تشجيع تفعيل المؤسسات الرسمية وتحديثها وتطويرها، لان خطر تلاشي دور الدولة يؤثر سلبا على المسيحيين وحضورهم
5. مواجهة مشاريع “التوطين”، وجبه برامج تسويق خطط “الاندماج المجتمعي” بكل اشكاله للنازحين السوريين، ولأي مجموعة غير لبنانية موجودة على الاراضي اللبنانية مهما كانت هويتها وعددها
6. مواكبة القضايا التي تعني الكنيسة المارونية بالتنسيق مع بكركي، لا سيما ملف الاراضي، تعديا وبيعا وتملكا
7. العمل على تفعيل التواصل مع ابناء الطائفة المارونية في دول الاغتراب، وبناء جسور ثقة بين المقيمين والمغتربين بهدف دعم الوجود المسيحي في لبنان الذي بدونه ينتفي دوره الذي وصفه القديس يوحنا بولس الثاني بـ”لبنان الرسالة”
8. السعي الدائم والدؤوب مع الكنيسة والشخصيات المارونية في لبنان وفي العالم من اجل دعم العائلات المسيحية، خصوصا في الارياف وفي المناطق النائية، والعمل على تمويل واطلاق مشاريع انتاجية: زراعية وتجارية وسياحية وصناعية حديثة ومتطورة، تساهم في تجذر المسيحيين في ارضهم وصمودهم امام العواصف الاجتماعية والمعيشية العاتية للحد من هجرتهم، وتمكينهم اقتصاديا وماديا من العيش في نمط حياتي مستدام بحرية وكرامة، والاستغناء عن كل انواع التقديمات الريعية مقابل الحصول على مداخيل من تلك الاعمال والنشاطات الانتاجية”.
وختم: “أخيرا، نطلب من الزميلات والزملاء في الرابطة منحنا ثقتهم بأعضاء اللائحة متعهدين العمل معهم ومع الكنيسة وكل ماروني في لبنان وفي بلاد الانتشار، على تنفيذ برنامجنا الانتخابي، وجبه التحديات التي تواجه لبنان والمسيحيين”.
وقدم كرم أعضاء لائحة “تجذر وصمود”، كالاتي:
“الرئيس السفير خليل كرم
نائب الرئيس المهندس جو وديع عيسى الخوري
الاعضاء: المهندسة جهينة المنير هيكل
المحامية الدكتورة نجوى شلالا طرزي
الاعلامية ندى اندراوس عزيز
القاضي رفول اميل البستاني
المهندس ريشار سمعان باسيل
العميد ابراهيم سجعان جبور
المحامي الدكتور كريم هنري طربيه
العميد منير شبل عقيقي
المحامي يوسف الياس العمار
المهندس انطوان جورج عماطوري
الاستاذ بشارة موريس القرقفي (مدير عام سابق)
الاستاذ نبيل انطوان كرم
المهندس طوني رامح منعم
البروفسور طانيوس فارس نجيم
المهندس نسيب انطوان نصر”.
حوار
وردا على سؤال قال كرم: “منذ بداية نشاطي في الشأن العام بعد انتهاء الحرب الاهلية كنت عابرا للحدود الطائفية والمناطقية لأنني اذا لم أكن عابرا للتوجهات السياسية والطائفية كيف أستطيع ان أعمل. وانا مصر على استمرار العلاقة مع كل الأطياف من دون استثناء وعلاقة تنسيقية مع كل الأطراف”.
وعن ملف النازحين السوريين، قال: “عقدنا اجتماعات عمل مع ثلاث مسؤولين أساسيين بهذا الملف مع كل من السفير الباباوي والسفير الروسي والسفيرة الفرنسية. وكان المؤتمر الذي قام به الروس في دمشق لم يلق الأصداء المطلوبة بسبب عدم تجاوب الغرب معهم والسفيرة الفرنسية قالت لنا لنقدم اقتراحاتنا والاجتماع الفعلي كان مع القاصد الرسولي وكان همنا لبنان الى اي مدى وممكن ان يبقى “بوليس لأوروبا” ليمنع النازحين السوريين من التدفق الى اوروبا والهجرة وقلنا ماذا قدمتم لنا في المقابل ونحن لم نقصر في هذا المضمار للقدوم بتمويل لحل هذه الازمة ونحن اليوم لدينا 12 جيلا جديدا من المولودين في لبنان مكتومي القيد وغير مسجلين ونحاول التعاون مع وكالة الغوث ومع المديرية العامة للأمن العام لحل هذه المشكلة”.