وطنية – أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بين الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم وحتى الساعة الواحدة. وقد توالى وصول النواب الى قصر بعبدا الذين استقبلهم الرئيس عون في مكتبه، فيما استقبل الكتل النيابية الكبيرة في صالون السفراء.
بوصعب
وبدأت الجولة الأولى مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي أوضح بعد اللقاء: “اكدت أن المرحلة التي يمر بها لبنان استثنائية وتتطلب من الجميع محاولة التفكير لتمريرها بسهولة وتأمين ما يطلبه جميع اللبنانيين والوقوف عند اهتماماتهم. وبما ان الخيارات اليوم كانت واضحة امام الجميع ولدينا مرشح هو دولة الرئيس ميقاتي إضافة الى مرشح آخر، وقد يكون لدى البعض اسماء اخرى، ولكن في الواقع إن الفرصة الاكبر موجودة اليوم لدى دولة الرئيس ميقاتي. لكن بما انه ليس هناك وضوح للمرحلة المقبلة، اي مرحلة ما بعد التكليف، اي التأليف، ومن غير المعروف الى اين نحن ذاهبون لناحية كيف ستتشكل الحكومة والشكل الذي ستكون عليه، فأنا قررت عدم تسمية أحد. ولكن أتمنى على الرئيس المكلف، وفي هذه الحالة قد يكون الرئيس ميقاتي، الاسراع بتأليف حكومة لأن الوضع لا يحتمل التأجيل، ووضع خطة اقتصادية وتنفيذ خطة التعافي المطروحة بالاضافة الى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وغيره من الامور المستعجلة والضرورية. ونتمى اعتماد المرونة بالتعاطي والتساهل بين الافرقاء كي تتشكل حكومة تلاقي مطالب اللبنانيين”.
الاعتدال الوطني
ثم استقبل الرئيس عون “تكتل الاعتدال الوطني” الذي تحدث باسمه النائب وليد البعريني فقال: “بعد اعلان التكتل بالأمس تم التشاور بين الزملاء واستمرينا حتى اخر الليل، كما تم التشاور مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ولهذا السبب، وبعد اطلاعنا على العنوان القادم على قاعدة انه ان شاء الله هناك امل باخراجنا من الازمة الراهنة، سمينا الرئيس ميقاتي. ونتمنى بعد التكليف الا يكون التأليف متأخرا لانه كلما طال التأليف كلما ذهب البلد الى انهيار اكبر”.
نواب الكتائب
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية “كتلة نواب الكتائب” التي تحدث باسمها النائب سامي الجميل، فاوضح انه “انطلاقا من نتائج الانتخابات، حيث كان اللبنانيون واضحين برسالتهم ورغبتهم بتغيير النهج القائم، حاولنا القيام بدورنا كحزب معارض منذ اكثر من 8 سنوات لطريقة حكم البلد، باقتراح رئيس حكومة لديه نهج مختلف ورؤية مختلفة لإدارة الازمة واخراج لبنان من الكارثة التي يعيشها وهو السفير نواف سلام. ونتمنى الا نخضع للمنطق الذي يقول، بأنه لن تؤلف حكومة قبل اجراء انتخابات رئاسية، والجميع يتماشى مع هذا الواقع ويتصرف على هذا الاساس، ولا احد يأخذ اي استحقاق لا سيما استحقاق رئاسة الحكومة بجدية. ونتمنى على الجميع أخذ هذا الاستحقاق بجدية والعمل على تشكيل حكومة لأن البلد لا يمكن ان ينتظر اربعة اشهر لإجراء انتخابات رئاسية. فالناس لا يمكن ان تنتظر ذلك، ولا الاقتصاد ولا العملة الوطنية. فلا احد يستطيع اليوم الصمود اربعة اشهر في ظل الوضع الذي نحن عليه. ولذلك نحن لا نناور وواضحون وسنبقى صادقين مع الناس، وننفذ ما نعدهم به قبل الانتخابات وخلالها وبعدها. ولذلك نتمنى على كل الكتل ان تتحمل مسؤولياتها، وإذا كان صحيحا اننا نريد نهجا مختلفا، فذلك يبدأ من هنا عبر اختيار رئيس حكومة لديه نهج مختلف وشخصية مستقلة عن الواقع الذي نعيشه اليوم”.
الوطني المستقل
واستقبل الرئيس عون “التكتل الوطني المستقل” الذي اوضح باسمه النائب فريد الخازن “أن النائب ملحم طوق غائب عن الاستشارات اليوم بسبب السفر خارج البلاد وقد منح توكيلا خطيا للنائب طوني فرنجية”، وقال: “ان التكتل الوطني المستقل يضم اربعة نواب، وقد عقدنا اجتماعا وتداولنا كثيرا بمسألة تسمية رئيس حكومة، وبعد أخذ ورد والتشاور بعمق في هذه المسألة، اتخذنا قرارا بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي. والسبب هو طبعا ليس لانه الخيار الذي يمكن الكثير من اللبنانيين من الوصول الى التغيير الذي يريدونه وربما الى أداء جديد ووجوه جديدة، وذلك ليس مذمة بالموجودين، ولكن لبنان والشعب اللبناني يطمح، كما رأينا في جو الانتخابات، الى أن تكون لدينا وجوه جديدة، وربما افضل من الذين كانوا في السابق. ولكن في الحقيقة، هناك مصلحة البلد التي تفرض تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والذي لديه إمكانية أكثر وحظ أكبر ليتمكن من تشكيل حكومة في وقت سريع هو الرئيس نجيب ميقاتي. ونحن نتمنى ونطلق هذه الصرخة، كتكتل وطني وككتلة نيابية من على باب القصر الجمهوري، وندعو كل القوى السياسية أكانت في السلطة او المعارضة الى مد اليد والانفتاح و الخروج من التموضعات والتقوقعات السياسية التي خضنا الانتخابات على اساسها وكانت موجودة في المراحل السابقة. فليس المطلوب ابدا من اي جهة سياسية ان تتخلى عن مبادئها السياسية او خطها السياسي، لكننا نعتبر ان لا لون او تموضع سياسي للرغيف والقمح والطحين، كذلك الامر بالنسبة للكهرباء والبنزين ولقمة العيش والاقتصاد. فلا يمكن أن ينهض لبنان إلا اذا خرجت كل القوى السياسية من تموضعاتها السياسية ومدت يدها للقوى الاخرى. ونحن، من القصر الجمهوري، قصر كل اللبنانيين، وبمعزل عن موقفنا السياسي تجاهه، نمد يدنا الى كل القوى السياسية للتعاون بما يخدم مصلحة لبنان”.
وردا على سؤال للنائب ميشال المر عن انضمامه الى التكتل، قال: “ان الزملاء يشبهوننا بطريقة التفكير والاخلاق والاداء السياسي. ونحن متفقون على الكثير من المبادئ السياسية “ومتل ما الله بريد”.
اللقاء الديموقراطي
ثم التقى رئيس الجمهورية “كتلة اللقاء الديموقراطي” وتحدث باسمها النائب تيمور جنبلاط فقال: ” كتلة اللقاء الديموقراطي سمت اليوم السفير نواف سلام لتأليف الحكومة، وحتى لا نعيد الكلام الذي قلناه في السنوات الثلاث الأخيرة سنختصر اكثر اليوم. لدينا طلب واحد ونتمنى من جميع المسؤولين ان يقوموا بشيء جيد واحد قبل حصول التغيير اذا ما كان هناك من تغيير ويسهلوا تأليف هذه الحكومة. اننا ككتلة وكحزب تقدمي اشتراكي لن نشارك بهذه الحكومة لكننا سنساعد بتشكيلها”.
جمعية المشاريع
واستقبل الرئيس عون “كتلة جمعية المشاريع” التي تحدث باسمها النائب طه ناجي موضحا ان الكتلة سمت الرئيس ميقاتي. وقال: “صحيح ان الحكومة سيكون عمرها قصيرا، أي لمدة أربعة اشهر، الا انه يقع على عاتقها مهمات كثيرة سواء على صعيد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي او الملفات الملحة كالخبز والطحين والكهرباء والمياه وكل عذابات الناس بحيث اننا بحاجة الى من يرعى هذه الملفات بسرعة لان هناك وجع عام”.
الجماعة الإسلامية
بعد ذلك، التقى الرئيس عون النائب عماد الحوت الذي قال بعد اللقاء: ” في ظل العمر القصير للحكومة المفترض، اننا لا نرى اننا بحاجة، او من المناسب، ان نبدأ من الصفر، وبالتالي سمينا الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مع بعض الملاحظات على أداء الحكومة الحالية. وتمنينا على فخامة الرئيس تسهيل تشكيل حكومة غير قائمة على محاصصة سياسية، وانما على اختصاص وكفاءات كي تكون حكومة مهمة بكل ما للكلمة من معنى كي تستكمل الحوار مع صندوق النقد الدولي وتذهب باتجاه خطة تعاف حقيقية تحفظ حقوق المودعين وتنطلق بالبلد باتجاه الطريق الصحيح”.
وعن سبب تسميته كنائب واحد بكتلة، قال: “اني امثل الجماعة الإسلامية وهي حزب سياسي وبالتالي درجت العادة ان تسمى الأحزاب ككتل”.
اضاف: “كنت في كتلة الجماعة وسأبقى ولكن هذا لن يمنع التنسيق والتشاور في لقاءات وتكتلات مشتركة”.
الوفاء للمقاومة
ثم التقى رئيس الجمهورية “كتلة الوفاء للمقاومة” التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، فقال: “موقفنا سهل ممتنع. لبنان اليوم وأكثر من اي يوم مضى بحاجة الى حكومة تدير شؤونه ومصالحه وشؤون اللبنانيين ومصالحهم. وفي الازمات، تتطلب الواقعية والمصلحة الوطنية توفير كل الفرص وتذليل كل العقبات من اجل ان تتشكل حكومة تمارس سلطة القرار في مواجهة كل الاستحقاقات والمستجدات. وطبيعي ان شخصية الرئيس المكلف من شأنها ان تعزز من توافر الفرص المطلوبة لهذه الغاية. إن كتلة الوفاء للمقاومة، وخلال الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها السيد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون قد سمت اليوم السيد نجيب ميقاتي رئيسا مكلفا لتأليف الحكومة المرجوة، متمنية له التوفيق والنجاح وللبلاد حسن التعافي ودوام الاستقرار”.
شمال المواجهة
واستقبل الرئيس عون “كتلة شمال المواجهة” التي تحدث باسمها النائب ميشال معوض فقال: “أنا وشريكي في “شمال المواجهة” النائب عبد المسيح، سمينا اليوم القاضي نواف سلام لترؤس الحكومة. فأمام الخيارات المتاحة امامنا لمواجهة المنظومة، ومن بينها عدم التسمية، فبالنسبة الينا الموقف المبدئي انه على النواب تسمية رئيس مكلف. وأمام تسمية اسم جديد أو اسم آخر يزيد من تشتت المعارضة، فقد اعتبرنا ان القاضي نواف سلام هو الخيار الافضل من بين الخيارات المتاحة امامنا لمواجهة المنظومة”.
واشار الى ان “طريقة كل واحد منا بالتعبير عن اعتراضه لخيار المنظومة، اي الرئيس ميقاتي هو أمر مهم ولكن ليس الاهم. فالاهم هو كيف وصلنا الى هنا؟ وانه لا يمكننا ان نستمر بهذه الطريقة. وان هذا الاستحقاق هو الثالث الذي تخوضه المعارضة بطريقة مشتتة وهذا الامر يمنع التغيير. ولا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة. فتشتت المعارضة هو عائق اساسي امام قدرتنا على التغيير وسيحولنا من قوة تغييرية الى قوة اعتراضية ومع الوقت تصبح هذه القوة من دون تأثير. ان تشتت المعارضة في لبنان ستجعل منه بلدا مخطوفا بين يدي ميليشيا مسلحة ومنظومة فاسدة، وسيبقي الاوضاع على ما هي عليه، بمزيد من الفقر والذل، واللبنانيون يتسولون اموالهم ولقمة عيشهم ويخسرون اعمالهم ويصبحون مشاريع هجرة”.
اضاف: “من هنا، اوجه نداء للمعارضة اليوم، وهذه التجربة هي الثالثة، بعد معركة رئاسة مجلس النواب، ومعركة اللجان، والتجربة هي تشكيل حكومة. ونحن لن نتمكن من تكوين قوة تغيير الا في ظل التفاهمات. وأنا أفهم ان المعارضة هي متعددة، ولا يمكن أن تكون متفقة على كل شيء. ولكن لا استطيع ان افهم انها لا يمكنها التفاهم على الاقل في الاستحقاقات الدستورية والسياسية المصيرية. واذا استمرينا بهذه الطريقة، سنحمل مسؤولية بقدر ما تتحمل المنظومة مسؤولية، لأننا نحمي بذلك عمليا هذه المنظومة وندعم استمرارها في الحكم. فجميع اللبنانيين يعلمون أنه مهما قلنا، فان هذه المنظومة تحصل على الاكثرية، في وقت اللبنانيون لم يمنحوها أكثرية واضحة، وهذا عمليا سيبقي لبنان على ما هو عليه”.
وردا على سؤال حول عدم المجيء الى الاستشارات مع النائبين فؤاد مخزومي واشرف ريفي، قال: “إن موقفنا كان واضحا، اولا الاتفاق على عدم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي بصفته مرشح المنظومة. وثانيا اتخذنا قرارا مبدئيا بالعمل المشترك لتكوين كتلة نيابية لم نكونها بعد، وقلنا، مع إننا نأتي من افق مختلف في موضوع تشكيل الحكومة، أننا سنعمل في الـ 24 الساعة الباقية على توحيد المعارضة. وإذا نجحنا بتوحيد المعارضة على ترشيح اي اسم، فنحن ذاهبون الى تسمية هذا الاسم، ومرشحنا سيكون هو مرشح المعارضة الموحدة. ولكن لم ننجح بتوحيد المعارضة، وهذا من المؤكد ليس من مسؤوليتنا، فالتعبير عن كيفية الاعتراض اصبح تفصيلا. ونحن ذاهبون الى تشكيل كتلة نيابية مع الاستاذ فؤاد مخزومي والاستاذ اشرف ريفي، في الاسابيع القليلة المقبلة وقد اجرينا التفاهمات اللازمة لإعلان هذه الكتلة قبل 5 تموز”.
وعما اذا كان الحديث عن تشتت المعارضة موجها الى القوات اللبنانية لأن حجم الكتلة كبير وبالتالي المسؤولية كبيرة لعدم تسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة؟ قال: “من الواضح أن هذا الحديث ليس موجها لأي فريق وما وصلنا اليه ليس من مسؤولية اي فريق في المعارضة، ولا اريد الدخول في التفاصيل اليوم. والوقائع اصبحت معروفة من قبل كل اللبنانيين خصوصا أن الاعلام رددها اكثر من مرة. فهناك مسؤولية جماعية في المعارضة، ونحن اصبح لدينا مسؤولية لأن المعارضة ليست معركة او حرب تصنيفات او استعراضات او حرب مصالح. فعلينا جميعا ان نكون على وعي بأن هناك مسؤولية مشتركة للاتفاق على الاقل في الاستحقاقات الدستورية الاساسية وإلا سنتحمل جميعا مسؤولية انهيار هذا البلد”.
الجمهورية القوية
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية “كتلة الجمهورية القوية” وتحدث باسمها النائب جورج عدوان، فقال: “ان “كتلة الجمهورية القوية” لم تسم أحدا اليوم لتأليف الحكومة. اننا لم نسم أحدا لان الكتلة كانت تحاول خلال الفترة الماضية التي فصلتنا عن صدور نتائج الانتخابات تجميع القوى التي نلتقي معها في موضوع السيادة خصوصا، وذلك كي يكون لها موقف واحد من تسمية رئيس حكومة. ومع الأسف لم ننجح في هذا الموضوع وسنظل نحاول لأننا نعتبر ان هناك إرادة الناس بوجود فريق سيادي اكثري في المجلس النيابي وان يكون لهذا الفريق القدرة على بناء الدولة كما يجب. واعتقد انه من واجباتنا كاكبر تكتل في المجلس ان يكون لدينا هذا السعي لتجميع هذه القوى. ورغم اننا لم نتمكن من ذلك، فسنكمل بهذا المسعى. وعندما لم نتمكن من هذا الامر وضعنا امام اسمين. اننا لم نختر الرئيس ميقاتي لانه وبالمواصفات والبرنامج الذي وضعناه لا نلتقي معه لا سيما في موضوع الاستمرار بتأليف حكومات تسمى حكومات وفاق وطني وتمنع المحاسبة وتحول المجلس النيابي الى مجلس مصغر في الحكومة. هذا هو احد الأسباب، الا ان هناك أسبابا أخرى لن ارددها هنا اليوم”.
اضاف: “اما بالنسبة للقاضي الأستاذ نواف سلام فنحن، وسأستبق السؤال الذي ستسألونه، سبق وسميناه لانه عندما نريد ان نسمي، هناك شيئان يجب ان يترافقان مع بعضهما: الشخص والبرنامج. عندما سمينا القاضي سلام كنا نعرف عنه والبرنامج كان المبادرة الفرنسية ولم تكن هناك من حاجة للجلوس سويا وتناول البرنامج معه. اما بعدما سميناه، فلم يحدث أي تواصل. وكنا نتمنى، ونظرا لما يتحلى به كشخص ان يبادر ونلتقي به، لنرى مواقفه من مختلف النقاط التي نطرحها لبرنامج رئيس الحكومة المكلف. ان ذلك لم يحصل، ونحن كتكل ومن الان وصاعدا وكلما كان هناك مرشح لرئاسة الحكومة كما لرئاسة الجمهورية، عليه ان يعلن برنامجه الى الملأ من القضايا الأساسية السياسية والاقتصادية وخطة التعافي الى غيرها من القضايا ويلتزم به. وسنقوم نحن على هذا الأساس الجمع بين شخصه وماضيه وما اذا يلتزم في ما يقوم به، وبين برنامجنا الذي اعطتنا الناس على أساسه اصواتها كاكبر كتلة في المجلس”.
وتابع: “لقد حصلنا على ثقة الناس على أساس برنامج يبدأ بالسيادة ولسنا مستعدين للتفريط بتصويتها تحت أي سبب. ان هذا الامر أدى أيضا الى عدم تسمية القاضي سلام. وامل ان نكون قد اوضحنا موقفنا امام الرأي العام الذي نتحمل مسؤوليتنا تجاهه”.
وردا على سؤال، قال: “ان الأستاذ نواف سلام لم يتواصل معنا واي مرشح لرئاسة الحكومة عليه ان يتواصل ويتكلم معنا ببرنامجه، وهذا امر مفروغ منه الان وفي المستقبل وهو يسري على رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. وقد حان الوقت ليختار الناس بين الاشخاص نظرا لالتزامهم بقرارهم وببرنامجهم”.
وختم: “سنواصل السعي ليس لتوحيد المعارضة بل لتوحيد الأكثرية الجديدة لان الناس انتخبوها لتكون أكثرية جديدة، وسنواصل السعي واي كلام يساهم في فكفكتها نحن كقوات لبنانية سنتحفظ تجاهه”.
السيد
ثم التقى الرئيس عون النائب جميل السيد الذي قال: “ما يجري اليوم في المشاورات المتعلقة بتكليف رئيس حكومة يذكرني بقول الشاعر “يقضى على المرء في ايام محنته بأن يرى حسنا ما ليس بالحسن”. فالعملية التي تتم اليوم سميت فيها لا أحدا، وليس ورقة بيضاء. فهي تكملة لمسار بدأ في الانتخابات ثم في رئاسة المجلس واللجان، ومن ثم اليوم في تسمية رئاسة الحكومة ومن ثم مبدئيا سيستكمل في انتخاب رئيس جمهورية جديد في تشرين. فالانتخابات فتحت فرصة للناس كي تقوم بانقلاب سياسي اذا ارادت، ولكن مع الاسف، بين الشعارات الطائفية والسياسية والاغراءات المالية وغيرها، اعادت الناس التركيبة نفسها، وهي تتحمل المسؤولية في هذا الموضوع وعادت تتكرر الصورة في مجلس النواب واليوم تتكرر في تكليف الرئيس ميقاتي، الذي ليس لدي اي شيء شخصي ضده في مفهومي الخاص ولكن، هذه رابع مرة يأتي فيها رئيسا للحكومة، وقد قال بوضوح عند استلامه الحكومة في المرة الاخيرة بأن مهمة حكومته ليست منع السقوط بل تخفيف حدة الصدام بالارض. يعني عمليا وفعليا تابعت عملية السقوط مع حكومة الرئيس ميقاتي الحالية وستكمل هذا السقوط في الحكومة الآتية”.
اضاف: “أنا اعتقد مع الاسف، أنه في ظل هذا الجو نحن نمارس فلولكلورا ايجابيا يوحي بان هناك ممارسة للديموقراطية وتطبيقا للدستور بالشكل وإنما لن ينعكس هذا الموضوع بأي شيء ايجابي لصالح الناس واحتياجاتهم، بدءا من مسألة الدولار، وصولا الى الدواء والمحروقات وغيرها. وبصراحة الفرصة الانقلابية التي اعطيت لمحاسبة التركيبة، قد خسرها الناس الذين يتحملون هذه المسؤولية. وعلى وسائل الاعلام، في حال نزل اي مواطن على الارض لاحقا، أن تسأله انت من انتخبت؟ لأنه كانت هناك فرصتك الحقيقية للقيام بما كان يجب عليك فعله. إنطلاقا من هذا الموضوع، ومع تكليف الرئيس ميقاتي اليوم، وإذا حصل اي تعديل بالاسماء، وهذا ما هو متداول حاليا، سيأخذ الامر وقتا في ظل احتمال حصول فراغ رئاسي، وعندئذ إن قيمة هذه الحكومة التي ستتألف ستتضاعف، لأن كل السلطة ستصبح في يدها وستنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالتالي ليس من واجباتي ان اشيع للناس اليأس، بل يجب أن يعلموا الى أين نحن ذاهبون، والواقعية تقول ان ما يجري اليوم لن يساعد في اخراج البلد والناس والدولة من الحالة الموجودين فيها والتدهور، إلا إذا تمت الانتخابات الرئاسية وتم الاتيان بحكومة منفصلة عن تأثير الحصص في المجلس النيابي وبكفاءات وشخصيات مستعدة بأن تضحي وتخاطر بنفسها لأجل الناس والدولة، عندئذ نعم. أما في حال استكمل الامر في المسار الحالي، مع الاسف، وأنا لا اشيع على الناس التشاؤم ولكن الواقع يجبرنا على قول ذلك، وهناك دور للناس حتى لو انتهت الانتخابات، فيجب ان يضغطوا لأن الامر وصل الى “الخبز”، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع اليوم تحمل ما يحصل”.
وتابع: “إن ابر البنج الصغيرة التي يتسلون بها مع الناس، كإعطائهم 400 دولار وغيرها، فهم يدفعون للناس من كيسهم، لأن الاموال الموجودة والدولارات التي تصرف هي من اموال المودعين. إذا هي تذهب للناس “بالفراطة” وتذهب الى من لديه وديعة بالدولار او الى من ليس لديه وديعة بالدولار، وهي رشوة و”تسكيجة” وتخدير كي تتحمل الناس أكثر. ولكن أعيد وأكرر أن ليس هناك مسؤول واحد في الدولة وفي السلطة التنفيذية التي تدير المؤسسات كلها، من يلعب لعبة انقاذية انتحارية لمصلحة البلد والناس”.
سئل: هل لديكم اي اسم لرئاسة الحكومة يمنع السقوط؟
اجاب: “هناك اسماء. فالبلد لا تخلو من الكفاءات ومن الاسماء من كل الطوائف. والمطلوب عندما تأتي حكومة، الا تكون مؤلفة من حصص رئاسية، لأن من سيراقبها هو المجلس إذا كان هذا المجلس هو البوليس والقاضي من جهة والفساد من جهة ثانية، فكيف سيقوم بدور المحاسبة؟”.
مراد
واستقبل رئيس الجمهورية النائب حسن مراد الذي صرح بعد اللقاء، فقال: “تشرفت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية في اطار الاستشارات الملزمة، ونظرا لدقة المرحلة وتردي الأوضاع العامة، وضيق الوقت للحكومة المرتقبة، سمينا الرئيس نجيب ميقاتي كي يتمكن من الاستمرار في أداء مهمته على امل ان يتمكن من انجاز شيء خلال هذه الفترة الصعبة، خصوصا ان المواطن لم يعد بامكانه التحمل والصمود في ظل الغلاء المستمر ورفع الأسعار واستمرار حجز الودائع من دون وجه حق، لكي نهرب من الوصول الى اليوم الذي نستذكر فيه قول الامام علي عليه السلام “عجبت ممن لا يجد قوت يومه ان لا يخرج شاهرا سيفه”. هذا انذار فليسمعه من يعنيهم الامر”.
طالوزيان
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية النائب جان طالوزيان الذي قال: “سميت الرئيس ميقاتي لاكثر من سبب، أولا من الأفضل الا يكون لدينا رئيس حكومة مكلف ورئيس حكومة تصريف اعمال بل رئيس حكومة واحد، وثانيا، جميعنا يعلم انه اذا كنا نعتبر اننا في بلد ديموقراطي، فان هذه الحكومة يجب ان تؤلف غدا او بعده كاقصى حد وسيكون عمرها قصيرا جدا لأننا امام استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي يبدأ قبل شهرين من انتهاء الولاية الرئاسية، ومن الأفضل الا تأتي حكومة جديدة يكون عليها ان تدرس الملفات من جديد، وقد يكون الرئيس ميقاتي وبحكم وجوده على رأس حكومة تصريف الاعمال قادرا على تأليف حكومة مع تعديل معين على الحكومة الحالية”.
أضاف: “وكما قلت اننا اذا كنا نعتبر اننا في بلد ديموقراطي، فان هذا البلد هو الوحيد في العالم التي تقول فيها المعارضة انها أكثرية، والمعارضة عندما تصبح أكثرية تتولى عادة هي الحكم. اني أتمنى على الذين يقولون عن انفسهم معارضة وانهم يشكلون الأكثرية، ان يسموا هم رئيس الحكومة وينتخبوا رئيس الجمهورية في الموعد المحدد وتنتقل السلطة لرئيس جديد وتقوم الحكومة الجديدة بواجباتها”.
مخزومي
والتقى الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي قال: “لم اسم أحدا لان الخيارين المطروحين لا يمثلان لا قناعاتي ولا قناعة الناس الذين انتخبونا. في السابق، سميت السفير نواف سلام مرتين لكننا لم نسمع بعد تسميته موقفا صريحا وواضحا منه في ما يتعلق بموضوع السلاح، الخطة الانقاذية، إعادة أموال المودعين، موضوع الكهرباء.. كما انه بالنسبة لي، فان فرض شخص من الخارج لموقع رئاسة الحكومة وهو لا يقيم مع اهله ولم يخض الانتخابات النيابية وليست لديه قاعدة شعبية، لا يمثل امنياتنا لهذا الموقع. اما في ما يتعلق بنجيب ميقاتي، فجميعنا يعلم انه يمثل المنظومة، وانه وباعادة تكليفه، فان هذه المنظومة تعود لتفرض نفسها. ان هذا الامر ليحزننا حقا وبموجب قناعاتي حاولت خيار الورقة البيضاء و لو كانت هناك وحدة كلمة على اسم نواف سلام لكننا سميناه وتغاضينا عن معارضتنا له. لكن وبما انه ليست هناك من معارضة واحدة، وهنا أتمنى ان تتوحد المعارضة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، لان المطلوب اليوم هو شخص لديه كفاءات اقتصادية ويعيش معنا ويعرف اوجاعنا ومشاكلنا، لا ان تكون العملية في النهاية تكريما له في هذا الموقع”.
أضاف: “اذا اجتمعنا في المعارضة لتشكيل جبهة كبيرة قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول المقبل نكون قد قررنا فعليا تثبيت نتائج الانتخابات التي أعطت المنظومة 57 نائبا من اصل 128، ولكن للأسف استطاعوا فيما بعد ان يكوِنوا انفسهم. اذا عملنا جميعا في المعارضة، قد نتمكن من اظهار ان الأكثرية هي ضد هذه المنظومة، والاتيان برئيس للجمهورية وحكومة يمثلون طموحات شعبنا. وانا أتمنى ان نعمل سويا جميعا. وفي النهاية لم اسم لا نجيب ميقاتي ولا نواف سلام وأتمنى الخير لبلدنا لان شعبنا قادر على الوقوف مجددا عندما تكون هناك وحدة كلمة”.
سعد
والتقى الرئيس عون النائب أسامة سعد الذي قال: “ان الخراب في لبنان كبير وعميق، والناس انهكتها الازمات وحاصرتها المصائب، وغابت العدالة واغتصبت الحقوق وانتهكت الكرامات واسشترى الظلم والقهر والاستبداد والفساد. ذلك دليل على فشل الحكام. الحاكم الفاشل عليه ان يرحل لا ان يبقى. الحكام في لبنان لا يرحلون وإن فشلوا. لا جديد اليوم سوى التجديد لواقع سياسي مأزوم تداعياته خطيرة. اليوم حسابات التكليف وارقامه واثمانه، ذلك ان حصل. وغدا معارك التأليف المتعثر بالاشتراطات والمحاصصات والاستحقاقات الرئاسية. إذا نحن امام انسدادات سياسية جديدة، ونحن ايضا امام تجديد وتعميق الازمات والانهيارات وليس امام معالجات او اطمئنان للمستقبل. الاجيال تطلب التغيير وتطلب المحاسبة والحقوق. الاجيال الجديدة ترفض التمييز بين الشعب الواحد على قواعد الطائفية والمذهبية. لا أهلية لمراكز القرار في الدولة لتلبية مطالب وتطلعات الاجيال لدولة عصرية”.
اضاف: “ان استحقاق اليوم هو محطة في الاتجاه المعاكس. استحقاق اليوم، الفاشلون عائدون الى السلطة وإن على خراب مؤسسات الدولة. لبنان في ظروفه الصعبة يحتاج الى مسار آخر. مسار لم تتوفر بعد موازينه وشروطه وان توفرت رجالاته. لسنا قادرين على انتزاع مناصب لا تسمح بها موازين القوى الآن. ليس امامنا الا تصعيد النضال ضد حكام العار والقهر والفساد والاذلال. ليس امامنا الا ان نسعى الى معادلات قوة جديدة وذلك ليس ببعيد. في المجال العام كفاءات قادرة، المجال السياسي الراهن لا يسمح لها بأدوار في مراكز السلطة. للمواقف المبدئية والواقعية والصريحة أهمية وضرورة وصدقية في الظروف الاستثنائية والخطيرة لذلك لن أسمي اليوم أحدا”.
البزري
والتقى الرئيس عون النائب عبد الرحمن البزري الذي قال: “ابلغنا فخامة الرئيس اننا لن نسمي أحدا لتاليف الحكومة، وهذا الموقف ناجم عن قناعتنا بان المشروع الإصلاحي والتغييري لم يكتمل فصولا بعد وليس هناك من ورقة عمل موحدة كي نسير بها. كما ان نهج الرئيس ميقاتي نعرفه ولسنا بموافقين على ما يحصل. اما السفير سلام فمع تقديرنا الشديد له لا نعرف ما هو مشروعه، لذلك ارتأينا الا نسمي أحدا في الاستشارات”.
الضاهر
واستقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال الضاهر الذي قال: “لم اسم أحدا. اليوم معروف ان النتيجة ستكون لصالح ميقاتي ولدي اعتراض عليه في ما خص خطة التعافي، لان الخطة التي اعدها هي خطة “امشي حافي” وليست خطة تعاف ولدي العديد من الملاحظات عليها ولا اريد ان احمل ضميري بالتصويت له”.
أضاف: “برأيي ان هذا البلد غير “راكب متل ما هو ماشي” وارى ان النظام فيه عمودي وأتمنى ان نجلس جميعا سويا كي ندرس خطة انقاذية لأننا بحاجة للاخلاص لنتوصل للخلاص”.
الصمد
والتقى رئيس الجمهورية النائب جهاد الصمد الذي قال: “إزاء تشظي التمثيل السياسي لأهل السنة نتيجة للقرار الذي فرض على دولة الرئيس سعد الحريري، ولأنني اعتقد ان مظلومية قد لحقت به انعكست على الحضور السياسي للطائفة السنية في النظام السياسي والشراكة الوطنية، ولأنني لا ازال اعتقد ورغم غيابه انه الاكثر تمثيلا لطائفته، لذا اودعت لدى فخامة الرئيس اسم دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة”.
مشروع وطن الانسان
ثم التقى الرئيس عون “كتلة مشروع وطن الانسان” التي تحدث باسمها النائب نعمة افرام فقال: “تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس، وكتلة مشروع وطن الانسان، وتحدثنا بالاولويات وبأوجاع الناس التي تزيد كل يوم، كأوضاع تعاونية موظفي الدولة اللبنانية العاطلة عن العمل اليوم بشكل نهائي، والضمان ووزارة الصحة، والاستحقاقات الأخرى الآتية وخصوصا في فصل الشتاء على كل عائلة في لبنان، إضافة الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتفاوض غير المباشر حول الحدود البحرية الجنوبية. وكل هذه الامور تشير الى أهمية إستكمال العمل الذي بدأ، وان يكمل دولة الرئيس نجيب ميقاتي هذا العمل، ولكني كنت اتمنى ان يكون هناك عمل افضل من ذلك. ولذلك قررت كتلتنا، اي زميلي النائب الجديد عن طرابلس جميل عبود أن يسمي هو دولة الرئيس ميقاتي وأنا امتنعت عن تسمية أحد”، واوضح ان “الاتفاق بيننا واضح وليس هناك اي خلاف”.