Breaking News

بو عاصي: النظام السوري يرفض عودة النازحين ولم يزرهم مسؤول سوريّ يوماً في مخيماتهم

وطنية – أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي ان “المسيّرات الثلاث التي أطلقها “حزب الله” بإتجاه حقل كاريش هي وسيلة ضغط على الجمهورية اللبنانية كي تكون ايران شريكة في المفاوضات بين لبنان واسرائيل ويكون حزب الله شريكاً في التفاوض مع رئيس الجمهورية”.

وأعرب في مقابلة عبر شاشة الفضائية السريانية Suroyo tv، عن إدانته لهذا التصرف، وقال: “إطلاق المسيّرات في هذا التوقيت أمر خطير، لكن الاخطر هو الصمت عن ذلك جراء الخوف الذي وضع حزب الله الطبقة السياسية تحته. “الحزب” يريد بقوة سلاحه ومقاتليه واستقوائه بالمكون الايراني ان يفرض على رئيس الجمهورية ما ليس من حقه قانوناً او سياسياً. فهو يهدد الجمهورية ورئيس الجمهورية وصلاحياته، اذ وفق المادة 52 من الدستور رئيس الجمهورية هو من يفاوض في المعاهدات الدولية بالتنسيق مع رئيس الحكومة، فيما مجلس النواب يعطي او يحجب إذن الابرام”.

عن مسألة اللغط بشأن الخطين 23 و29، أوضح بو عاصي أنه “عندما يكون هناك خلاف حدودي في العالم، ننطلق من القانون الدولي ونصل الى ما يتم التفاوض عليه بين الاطراف بناء على الواقعية السياسية”. 

وقال: “هذا ينطبق على لبنان وإسرائيل او اميركا وكندا او اي من بلدان العالم. هناك منذ البدء خفّة غير مقبولة من قبل الجانب اللبناني في التفاوض. هنا أذكر بأن لبنان إرتكب اخطاء لا بل خطايا في هذا الملف حين بدأ التفاوض من النقطة 1 مع اسرائيل وقبرص ثم انتقل الى النقطة 23 وانتهى بمطالبة بعضهم بالخط 29. لتتفاوض السلطة التنفيذية ولتتقدم امام ممثلي الشعب بما خلصت اليه”.

ورداً على سؤال عما إذا كان “الحزب” يهدف الى تحويل مسألة الخط 29 الى مزارع شبعا بحرية، أجاب: “”حزب الله” ليس بحاجة لمزارع شبعا بحرية، فهو جعل من كل لبنان مزارع شبعا. المشكلة ليست بالحزب الذي يجاهر بارتباطه بايران وبخدمته لمصالحها، بل بمن يستسلم امامه إما خوفاً من بطشه أو بحثاً عن مصلحة شخصية”.

ورأى أن “عهد (الرئيس) ميشال عون كان أفشل العهود وكارثياً على المؤسسات بما فيها مؤسسة رئاسة الجمهورية والاهم كان كارثيا على الاربعة ملايين لبناني”، متمنيا “ان يُنتخب رئيس جديد للجمهورية مع انطلاق المهلة الدستورية في 1 ايلول وان يرحل عون فوراً”. وقال: “صحيح انه يحق له دستورياً ان يبقى لآخر دقيقة من ولايته في 31 تشرين الأول ولكن بالتأكيد نحن توّاقون لرحيله سياسياً”.

ورداً على سؤال، قال: “أشدد على ان مهمتي في الحياة ليست الدخول في سجال مع “التيار الوطني الحر”، فيوم دخلت معهد بشير الجميل عام 1985 لم يكن “التيار” موجوداً ولم يكن جبران باسيل حاضرا في الحياة السياسية وبالكاد كنت قد سمعت بميشال عون كقائد جيش. فقضيّتنا اسمى بكثير من ذلك. لكن عهد ميشال عون كان عهد المحاصصة والزبائنية بامتياز وأتحدى ان يظهر أحد إنجازا لهذا العهد إلا المحاصصة والزبائنية التي غلفوها بعنوان حقوق المسيحيين. أما عما يحكى عن سلة تعيينات إن ابصرت الحكومة النور، فنحن بشكل واضح ضد اي تعيينات في نهاية العهد، فتلك التي اجريت في اول العهد كانت كارثية، فكم بالحري في نهايته”.

ولم يخف بو عاصي مخاوفه الناجمة عن التجارب السابقة وعن “عدم امتلاك البعض من الضمير ما يكفي كي لا يقحموا البلد في الفراغ”، وقال: “يجب ألا نأخذ أي مخاطرة بالوصول الى الفراغ والا يتكرر تعطيل البلاد كما جرى سابقاً لسنتين ونصف السنة من أجل ايصال عون الى بعبدا”.

حكومياً، إعتبر ان “ما يحكى عن طرح الرئيس عون توسيع الحكومة الى 30 وزيراً هو جريمة في بلد كلبنان ويستشف منها كأن ثمة نية للدخول في فراغ رئاسي” مشيراً الى ان “بلدان كبيرة لا تتخطى حكومتها عادة 14 وزيرا”.

وقال: “أما تمسك التيار الوطني الحر بوزارة الطاقة فوقاحة غير مسبوقة واستغباء للمواطنين، كأن انجازاتهم خلال توليها لسنوات كانت باهرة”.

وذكّر بقول الرئيس عون انه يريد مجلس وزراء نسخة عن مجلس النواب، معتبراً أن “الامر جريمة موصوفة بحق الديمقراطية”. وقال: “الديمقراطيات تصنعها المعارضة وليس الموالاة. نحن مع فصل السلطات والتكامل في ما بينها ونفتخر ان نكون اكبر كتلة بالمجلس وان نكون معارضة. العمل الرقابي بنظرنا كتكتل جمهورية قوية ليس كيدية ضد وزير لم يؤمن لنا مصالحنا الخاصة ولا هو مجاملات متى قام الوزير بواجباته بل عمل رقابيّ مؤسساتي للسلطة التنفيذية من قبلنا كسلطة تشريعية. مثلا حين نجحنا كقوات بالمساعدة على تأمين عقود تأمين لآليات وعناصر الدفاع المدني لم نشهر سيف النقمة بوجه وزارة الداخلية كوزارة معنية لأننا ندرك جيداً ألا امكانية لديها لتأمين التمويل”.

ورداً على سؤال عن علاقة “القوات اللبنانية” بالنواب المنتخبين الذين لا ينتمون الى كتل كبرى، شدّد بو عاصي على أن “يد القوات ممدودة للجميع ضمن ثوابتها التاريخية اي السيادة والتعددية والديمقراطية والشفافية والانفتاح”، وقال: “لا شروط عليهم ليتوحدوا كي نتعاون، فنحن نستطيع التعاون معهم كمجموعة واحدة او كمجموعات مصغرة او كافراد”.

ملف النازحين 

وأكد ان” لا مؤامرة دولية في ملف النازحين السوريين بل هو اكبر عملية دجل في التاريخ”، قائلا: “انه مخطط سوري تم الاعداد له وتنفيذه في قصر المهاجرين في الشام، يستعمله نظام الاسد للضغط على لبنان ودول الجوار واوروبا. نظام بشار الاسد نظام مجرم وميكيافلي لا يقيم اي إعتبار للانسان، وهو يسير على ذات نهج الكراهية والعدائية للبنان الذي إعتمده حافظ الاسد. فليخجلوا! لم يتفقد اي مسؤول سوري او حتى موظف من السفارة السورية في لبنان مواطنيه في مخيمات اللجوء!”.

تابع: “فليتوقفوا عن نظرية المؤامرة. فلتتوقف هذه المسخرة. عودتهم الزامية بعدما توقفت الحرب في سوريا وعلى الدولة اللبنانية إعادتهم غصباً عن النظام السوري الذي يتواطأ معه حزب الله ومعظم السياسيين اللبنانيين. تداعيات النزوح خطيرة جداً على لبنان. لقد اصبحوا عبئاً كبيراً على شعبنا”.

أما عن قراءته للوضع في إيران، فلفت الى انه في المطلق لا يتدخل بشؤون الدول الداخلية، “ولكن ايران تتسبب بكوارث جراء تدخلها في دول المنطقة وعلى رأسها لبنان ولو لم تتدخل بالشأن اللبناني لما علقت على السؤال”.

وقال: “النظام في ايران لم يعد مشكلة داخلية بل اقليمية وتعني لبنان مباشرة، لذا اتمنى سقوطه ولكن لا اتدخل لإسقاطه بل اراقب واعتبر انه سيسقط كما النظام السوفياتي. هذه حتمية تاريخية وحينها تسقط حكماً منظومة حزب الله المرتبطة به بالسلاح والمال. اما الاطار الفكري للحزب المنبثق من فكر الاخوان المسلمين و”حزب الدعوة” والذي ادخل عليه معتقد “الولي الفقيه” فهذا شأنهم”.

في الختام، وعن موقفه من التفاوض مع صندوق النقد الدولي، قال بو عاصي: “انا مع اعادة التفاوض مع الصندوق ولكن يجب عدم المبالغة بالتفاؤل وتوقع “اعجوبة” فالمبالغ المتوقعة غير كافية وعلينا التعويل على البيت الداخلي. التعاون مع صندوق النقد يخلق ثقة لدى المانحين ويعطي توجيهات للداخل ولكن أليس من المعيب ان ننتظره كي يقول لنا طبقوا الاصلاحات واوقفوا السرقة وعالجوا كارثة الكهرباء؟”.