أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن ما نشهده من تلكؤ عن تشكيل الحكومة هو انعكاس لرغبة لدى الأطراف المعنية بعدم التشكيل، لأن اولويتهم تبدية لعبة السلطة على حساب مصالح الناس، واستطرد، “إن “حزب الله” ينظر الى معركة رئاسة الجمهورية القادمة والى الاستحقاق النيابي ويعطيها الاولوية على تشكيل الحكومة لأن همّه الحفاظ على الغطاء المسيحي الذي قدمه له الجنرال ميشال عون”.
وفي مقابلة عبر الـmtv، شدّد على أن الافرقاء المعنيين بالتشكيل يمارسون “تانغو” سياسية، خطوة للأمام وخطوتين الى الخلف وكأن البلد لم يشهد انفجار 4 آب وكأن الدولار لم يصل الى عتبة الـ 23 الف ليرة وكأن لا انقطاع لمعظم الادوية ولا طوابير ذل امام محطات الوقود.
“القوات” وجدت للدفاع عن الدولة لا للحلول مكانها.
وأوضح بو عاصي ان مقاربتهم دائماً كقوات لبنانية تضامنية مع كل إنسان يؤمن بسيادة الوطن وتوجد معه مساحة مشتركة بشأن قيم المواطنة.
لبنان حلم مسيحي وليس وطناً للمسيحيين فقط.
وعن اتهام “القوات” بعزل ذاتها جراء سياساتها، قال، “عبر تاريخنا كفريق سياسي كانت دوماً عزلتنا نتيجة نية عزلنا أكان على المتراس أو في لعزلنا ولم نعزل نفسنا يوماً. لبنان بوجداننا هو حلم مسيحي منذ الفي عام ولكنه قائم على الشراكة مع الاخر وهو وطن تحقق من مئة عام لكل مكوناته وأفراده لأن كل إنسان بنظرنا قيمة بذاته. فهو ليس وطناً مسيحياً لأن التقوقع ضد فكرة لبنان”.
تابع: “القوات اللبنانية نشأت كردة فعل طبيعية حين شعرنا اننا كلبنانيين وكمسيحيين بخطر ولبنان مهدد فنزلنا للدفاع عنه. إنها حالة طبيعية وجدت للدفاع عن الدولة وليس كي تحل مكانها وباعتقادي وحدها القوات دافعت عن الدولة في احلك الظروف. البعض يفضل عدم الاقتراب منا بسبب سقفنا العالي في المواجهة او للاختلاف في الطروحات السياسية او حتى بسبب المنافسة السياسية ولا يلتفت الى ما يمكن ان نحققه سوياً”.
الصيغة اللبنانية لم تفشل
واكد بو عاصي أن “الصيغة اللبنانية لم تفشل بل الفشل ناجم عن تدخّل عنصر خارجي ووضع اليد على لبنان واعطي مثلين: 30 سنة من الاحتلال السوري الذي دمر كل الشيء من السياسة الى الاقتصاد الى الثقافة وأتى من بعده النفوذ الايراني. المشكلة ليست بالصيغة اللبنانية بل متى تدخلت يد خارجية في لبنان بتسهيل داخلي لأسباب ايديولوجية او لمصالح لدى البعض وذلك منذ مرحلة جمال عبد الناصر الى يومنا مع “حزب الله”. من هنا كان توجه الدكتور جعجع الى الشيعة اللبنانيين ليحذرهم من أن اي رهان شبيه يؤدي الى تدمير روح لبنان. نحن اليوم بين مشروع الجمهورية الاسلامية في لبنان وبين مشروع لبنان وعلى الجميع أن يختاروا بينهما”.
أضاف، “اليوم لبنان مربوط بمنظومة اقليمية-دولية لا علاقة له بها والسيد حسن نصرالله يفرض عليه باخرة إيرانية ولا يستشير رئيس الجمهورية او وزير الطاقة!”.
رداً على سؤال، أجاب: “انا لا اعزز علاقتي مع المكون السني على حساب المكون الشيعي ولكني التقيت مع المكون السني على المشروع السيادي المتمثل بـ 14 آذار”.
كما رفض بو عاصي منطق التعميم لتعمية الحقائق، وقال، “انا كنت وزير شؤون اجتماعية واتحدى ان يجلس قبالتي احد ويقول لي “كلهم يعني كلهم” ويواجهني بأي ملف”.
القوات ليست مسؤولة عن أعمال عون إذا انتخبته
كذلك جزم رداً على سؤال ان عهد العماد ميشال عون كان فاشلاً بالطبع مضيفاً، “القوات ليست مسؤولة عن أعمال عون لمجرد إنها صوّتت له. أذكّر اننا انتخبنا عون بعد سنتين ونصف من الفراغ وتراجع حلفائنا عن مواجهة قوى “8 آذار” بثبات إذ رشّح “تيار المستقبل” و”الاشتراكي” النائب سليمان فرنجية وأصبحنا امام خيار ميشال عون او الفوضى. عون هو مسؤول عن اعماله فعلى سبيل المثال اذا وضعت اموالي في المصرف وانكسر، فهل اكون انا المسؤول؟”.
وأضاف بو عاصي، “حين يصل الانسان او الجماعة الى الاحباط واليأس يختار تاجر أوهام. نحن نؤمن ان اللبناني لديه القدرة على النهوض والمهم ان يقتنع الشعب ان مصيره بيده. العنف كما الاحباط غير مقبول والمطلوب أفعال مدروسة. لا بد ان يتحرك الشعب مع التشديد انني ضد اي تحرك عنفي. انا ضد ان تسقط اي نقطة دم من اي لبناني ومع التحرك السلمي خصوصا أننا بالأمس احيينا ذكرى شهدائنا ودمهم غال علينا ونعرف قيمة ذلك. بقدر ما ضحينا وعانينا لا نريد لشبابنا من اي طائفة كانوا ان يعيشوا ذلك”.