أخبار عاجلة

المكاري في ندوة عن كتاب الأب روحانا “الجمهورية الخامسة”: لا أرى التوافق على اسم رئيس مسألة ديموقراطية ولينجح من هو الأفضل

وطنية – نظمت الحركة الثقافية – أنطلياس ندوة عن كتاب الأب ميخائيل روحانا الأنطوني “الجمهورية الخامسة، الحلّ للمعضلة اللبنانيّة” برعاية  وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري وحضوره  في قاعة الأخوين رحباني في دير مار الياس – انطلياس.

حضر الندوة العميد الركن شادي نخلة ممثلاً قائد الجيش جوزف عون ،الوزير السابق مروان شربل، الشيخ سامي عبد الخالق ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ  سامي ابي المنى ولفيف من الرهبان ورؤساء الأديار ورؤساء البلديات والمخاتير، كما حضر ممثلون عن الأحزاب اللبنانية ووفد من جمعية الليونز ورئيس رابطة آل كرم مارون كرم، وشخصيات فكرية وثقافية ووطنية.

حاضر في الندوة  رئيس اتحاد اورا الأب طوني خضرة والإعلامي  بسام ابو زيد وادارتها بريجيت كسّاب.

بعد النشيد الوطني اللبناني، استهلّت الكلام  كساب متحدثة عن” دوافع الأب روحانا لكتابة هذا الطرح الذي يجيب على كل أسئلة التصحيح الدستوري ليتمكن المواطن من عيش حياة كريمة في وطنه” .

ابو زيد

وأكد  ابو زيد “غياب لبنان عن الحضور في العالم والعالم العربي” ، وتطرق للأوضاع والأسباب التي أدّت الى اتفاق الطائف وأشار الى ان” البعض يرى ان الجمهورية الجديدة أوجدها اتفاق الطائف العائد إلى الضوء بقوة في هذه الأيام،ولكن المشكلة أن هذه الجمهورية الجديدة لم تر النور لأن الطائف لم يطبق”.

ورأى ابو زيد ان “في كتاب “الجمهورية الخامسة” مسار  كي يخرج لبنان من أزمته،كي تستعيد الدولة وجودها وكي تتحقق مساواة بين اللبنانيين من مستوى القمة إلى مستوى القاعدة وهذا باعتقادي حلم قد يتحقق وقد لا يتحقق ابدا” .

ووجّه ابو زيد للكاتب مجموعة أسئلة عن المواطنة واللبنانيين المتمسكين بالمذهبية والمهتمين بتخوين كل من يطرح حلولاً جديدة للتخلص من النزاعات الداخلية”، وسأل ” عمن سيقبل بالجمهورية الخامسة وعمن سيترجم هذه الاصلاحات الدستورية في الجمهورية” .

وشدد على ان ” اللبناني إلى أي طائفة او مذهب انتمى يستطيع الشعور بالأمان إن تولى أي شخص من أي طائفة كان أي موقع أساسي في الجمهورية لا أن يذهب به وبالوطن إلى حيث تشاء ميوله التي قد لا تكون تمت بصلة إلى علة وجود لبنان ورسالته الحضارية والثقافية”.

خضرة

واستهلّ الاب خضرة حديثه بعرض النسب بين الطوائف الناخبة في لبنان في الدورات الانتخابية السابقة،ووصف الدستور اللبناني بأنه” في خدمةالسلطة الفاسدة وهو ليس في خدمة الإنسان”،

ورأى ان” نظرية الجمهورية الخامسة  تدل على ان المؤلف عنده قضية وهمّ ويفتش عن حل لهذا  الموزاييك اللبناني، الذي يتضارب مع بعضه فترة ويتحدث عن العيش معاً فترة اخرى. و الاب المؤلف يعرف ان المشكلة في الطائفية والمحاصصة ووضع يده على الجرح، ولكن ارضاء الطوائف بالحصص لا يحل المشكلة”.

كما اعتبر ان” تسابق الطوائف والمسؤولين الى خدمة الانسان  لن يحصل لا بطرح الجمهورية الخامسة ولا بأي طرح اخر اذا لم يتم التغيير في النفوس قبل النصوص”.

كما أعرب عن قلقه ان “مجلس الشعب المطروح سيكون خدمة للمحاصصة والطائفية لا خدمة للشعب” . اما عن المبادئ المطروحة في الكتاب، فوجدها “صعبة التعميم لانها لا تتطابق مع مبادئ مختلف الطوائف”.

وما يخص الحياد بمعناه الدولي، يجده” بحاجة لدولة قويّة متماسكة مستقلّة تدافع بكل قوتها عن شعبها دون اي وجود لسلاح غير شرعي”.

وتمنى خضرة ” للأب روحانا و للحضور وللشعب اللبناني ان يكون مشروع الجمهورية الخامسة أملاً جديداً وحقيقياً ، ولكني بكل صراحة لست متفائلاً،. وربما اللامركزية الادارية والمالية الموسعة اليوم هو الطرح الافضل لبداية الحل وللتخفيف من هيمنة الطوائف على بعضها البعض و الوعي الشعبي العميق حتى نخرج من عالم الاصنام الذي صنعه لكل واحد منا من خلال زعيمه او محببه في السياسة”.

وختم قائلا :” بتُّ متأكداً من أن الزمية الصامتة اصبحت دستور العديد من اللبنانيين في ظل الخوف والتخويف والفشل والوعيد”.

المكاري

وكانت مداخلة للوزير المكاري تحدث فيها عن الصداقة القديمة التي تربطه بالاب روحانا وعرض فيها “وضع لبنان الفوضوي الذي يمنعنا من التعامل مع المشاكل الداخلية الكبيرة”، وقال :” 33  سنة مرت على اتفاق الطائف  وهناك جدل حول تطبيقه. الواضح اننا لم ننجح في بناء دولة ولا حتى مزرعة، وما نعيشه اليوم مخجل ونتحمل المسؤولية جميعا، مواطنين ومسؤولين”.

اضاف :” نحن نتوق الى ان نعيش في بلد مستقر لان لدينا طاقات وشابات وشبانا بامكانهم بناء بلد نفخر به، كما اننا نفخر بأننا ساهمنا كطاقات لبنانية  في نهضة الخليج، والخطر الآن اننا نخسر كل هذه الطاقات يوما بعد يوم”.

وتابع : ” آسف لان البلد  لا  يفرغ فقط من طاقاته وشبابه لكنه  اصبح متخما بالنازحين السوريين، ولا نستطيع التعاطي مع هذا الموضوع بشكل سليم في وقت يمكن ان يؤدي الى الهاوية، والمركب سيغرق بنا  وبسوريا وبالمحيط كله. وما دامت هذه المواضيع الأساسية لا تعالج بشكل جدي فهناك مشكلة كبيرة في البلد”.

واشار الى “اننا نمر في ادق مرحلة من تاريخ لبنان، فلا حكومة ولا رئاسة ولا نستطيع الاستمرار بأي شيء، لا مفاوضات مع البنك الدولي ولا يمكننا العمل على الغاز المصري ولا نستطيع ان نتطور  ولا ان نفعل أي شيء، كما اننا لا نتفق على انتخاب رئيس بطريقة ديموقراطية، بل يطالبون بالتوافق، وانا  لا ارى ان التوافق على رئيس مسألة ديمووقراطية، بل ادعو النواب للحضور الى المجلس ولينجح من هو الافضل، فهذا هو نظامنا وعلينا السير به”.

وختم المكاري حديثه مثنياً على الكتاب وشجع على قراءته وطلب “للمسؤولين من الرب الحكمة للخروج من هذا المأزق الكبير الذي نعيش فيه”.

روحانا

و شكر الاب روحانا في بداية كلامه الحركة الثقافية لاستقبال هذا الحدث الوطني – الثقافي كما شكر الحضور من رسميين وإعلاميين وأصدقاء وعرض مسيرته في كتابه واعادة كتابة هذا الطرح بعد اصدار اول في الثمانينات ودعا الى “تحرير الدين من الاحزاب” وشرح طروحات الكتاب الديمقراطية مع تعددية المجالس.

وقال : “علينا ان نؤسس لوطن مستقبلي نتركه للأجيال القادمة بأسس قوية لبناء لبنان جديد، وان كانت فيه شوائب ستصلّح لمسار مستقبلي صحيح”.

و دعا الى” تغيير قوانين الاحزاب لينتخب اللبناني مشاريع لا أصنام للعبادة”.

وبعد الندوة وقّع الاب روحانا كتابه للراغبين وكان الى جانبه الدكتور هشام سماح الأعور موقّعاً كتابه” مجلس الشيوخ ومسألة تطبيقه في لبنان” بدعوة من الأب روحانا لما في كتابه من غنىً يمتّ الى “الجمهورية الخامسة”.