أخبار عاجلة

افتتاح “المنتدى الدولي للانسانيات البيئية” في جبيل المكاري شدد على الدور التوعوي لوسائل الاعلام للحفاظ على البيئة المرتضى : تعاون اللبنانيين سبيلهم الوحيد إلى خلاص وطنهم من كل أزماته ممثل نصار: نعمل على زيادة الفرص الاقتصادية وتحقيق الأهداف الإنسانية

 “المركز الدولي للعلوم الانسان – اليونيسكو” – جبيل افتتح المنتدى الدولي للانسانيات البيئية، بالتعاون مع مؤسسة هانز سايدل Stiftung (HSS) وبالشراكة مع المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية (CIPSH) وتحالف BRIDGES في برنامج اليونسكو لإدارة التحولات الاجتماعية ونادي روما،  في مركزه في جبيل، كحدث مواز لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في شرم الشيخ ،  شارك فيه وزيرا الاعلام والثقافة في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ووسام المرتضى ، الدكتور رشيد شمعون ممثلا وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار ، سفير تونس في لبنان مواري الامام ، الدكتور هاني خضر ممثلا السفير المصري ، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور ، قائد الكلية الحربية في الجيش اللبناني العميد الركن جورج صقر ، رئيس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني العميد باسم الاحمدية، كريستوف ديوارتز ممثل مؤسسة هاندر،رئيس انطش جبيل الاب سيمون عبود ،رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد والاعضاء وحشد من المهتمين. 

صليبا 

بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال ڤانيسا صفير القت صليبا كلمة اشارت فيها الى انه “لكل بيئة حضارتها وما من حضارة ترسخ في التاريخ اذا لم تحترم بيئتها”، معتبرة ان “وجود اصحاب المعالي اليوم هو الشاهد على  إرادة صمود هذا الوطن”. 

وقالت: “‏‎عرفت البيئة توازنَها وتنوّعَها حتى القرن التاسع عشر اذ ان النهضة الصناعية ومصادر الطاقة والتزايد السكاني قوضت التوازن البيئي والتنوع الحيواني فكان الانسان ليحسن ظروف حياته يسيء الى البيئة وخصوصيتها ، فبات التسابق قائما بين اولويات الحياة العصرية في زمن العولمة من جهة، والعلوم التي تجهد لإقامة توازن متجدد من جهة أخرى بالرغم من التحديات القائمة”. 

ولفتت الى ان “‏‎مقتضيات الحياة العصرية ورفاهية الانسان، بخاصة في  المدن الكبيرة، تلقي آلاف الأطنان من الغازات والغبار والأتربة التي تفسد الهواء فتجعله غير صالح للتنفس، فمفسدات البيئة آخذة في الاتساع اذ نشهد المزيد من الورش الصناعية واستهلاك  الأسمدة والمبيدات والمخصبات الزراعية، مما يراكم  المخلفات، التي تعد أحد مصادر التلوث والخطر على صحة الإنسان ، من هنا كان لا بد للعالم التصدي لهذا الواقع ، فباتت القضايا البيئية في صلب أولويات الدول  التي تضعها في مقدمة برامجها ، ولو ان الاستثمارات التكنولوجية تستنفد موازنات الحكومات ، فان العالم المتقدم يرعى وبعناية فائقة وجنباً الى جنب استثمارات اخرى في الجانب الانساني البيئي لتدارك هذه الاخطار والموبئات،  مع التزام مفهوم الرفاهية الانسانية والتطور  وذلك من أجل توفير الكفاءات الأكاديمية والمهنية التي تؤمن  متطلبات الصحة والسلامة التي تختلف  من بلد الى آخر وتتصدى الدول النامية  لمشاكلها ايضا كقلة المياه العذبة وتلوث الهواء والماء والتصحر والنفايات الخطرة، وخسارة التنوع البيولوجي وتغير المناخ واستنزاف طبقة الأوزون والمطر الحمضي”. 

تابعت: “هذه الهواجس لم تغب عن أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الامم المتحدة ومنظمة اليونيسكو ولا عن استراتيجية هذا المركز ، الذي سعى جاهدا بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والبيئة الى اضاءة شمعة في هذا الظلام على مستويين :  المستوى البيئي الاكاديمي من خلال تنظيم واستضافة او المشاركة في المؤتمرات البيئية الوطنية والاقليمية والدولية واصدار العديد من الدراسات والتوصيات بالمشاركة مع اصحاب الاختصاص ، كما تم تدشين مجسم بيئي في حديقة المركز يحمل وصايا اهداف التنمية المستدامة ، والمستوى التنفيذي من خلال تحويل هذا المركز الى مركز صديق للبيئة، مع الحفاظ على الخصوصية التراثية على مدخل المدينة القديمة في بيبلوس ، فكان التراث البيئي يتجانس مع  التكنولوجيا، فوضعت الدراسات بإشراف وزارة الثقافة لتُعتمد رسمياً كنموذج يعتمد في الابنية التراثية”.  

قالت: “مؤتمرنا اليوم  بتنوع الحضور من الوزارات المختصة والاكاديميين واصحاب الاختصاص والخبراء يأتي ليكمل ما بدأناه واذا انعقد هذا المؤتمر اليوم ، فكل التقدير والشكر لمؤسسة هانز سايدل لرعايتها الدائمة  والسيد كريستوف ديوارتز وفريقه.  وكل العرفان لشركائنا CIPSH , وال bridges coalition و Club of Rome  على حضورهم الكريم ولجميع الحاضرين والخبراء اللبنانيين والدوليين لمشاركتنا خبراتهم الاكاديمية من خلال محاضرات وابحاث وتبادل خبرات قد تضفي على هذا اللقاء منفعةً للمجتمع ورقياً وحضارة”.

ديوارتز

واعرب ديوارتز في كلمته عن “أهمية هذا المؤتمر في ظل التغير المناخي في العالم،  مشددا على “ضرورة ايلاء هذا الموضوع الاهمية القصوى لاسيما في هذه الايام ، واعلن استمرار المؤسسة في دعمها للمركز الدولي لعلوم الانسان -اليونيسكو بيبلوس منوها بالمواضيع التي يتم طرحها”.

المكاري

وأكد  الوزير المكاري في كلمته ان “الحفاظ على البيئة لم يعد مقتصرا فقط على المفهوم التقليدي بل تعداه الى تخصصات فرعية اخرى تواكب الابحاث العلمية وتطرح اسئلة انسانية عن القيم والاخلاق و الثقافة المرتبطة بمسألة البيئة و معالجة مشاكلها”، مشيرا الى ان “العديد من القضايا البيئية متداخلة بشكل كبير في المسائل الانسانية المتعلقة بالثقافة و العدالة و السياسة، تشكل طريقة جديدة للتفكير في المشكلات البيئية”. 

ورأى أن “من بين هذه التخصصات الفرعية يلعب الإعلام دورا كبيرا في استثارة الوعي بالقضايا البيئية والتنموية وذلك عن طريق حملات التوعية و التغطية الإخبارية و البرامج الحوارية التي تسلط الضوء على التهديدات التي تطال البيئة ومنها التلوث البيئي و التغيير المناخي و تآكل طبقة الاوزون و الاحتباس الحراري و اخطار نقص الموارد الطبيعية و غيرها من المخاطر البيئية التي تهدد كوكب الارض”. ولفت الى ان  “دور وسائل الاعلام برز هنا في توعية الجمهور على الحفاظ على البيئة و اعتماد اسلوب حياة يحافظ على الموارد الطبيعية و يلجأ الى التنمية المستدامة دون المساس بالموارد الطبيعية ، وقد ظهر فرع متخصص في الإعلام هو الإعلام البيئي الذي يسلط الضوء على مشاكل البيئة و الاخطار التي تهددها بطريقة مبسطة تزيد من نسبة الوعي عند المواطن و تدفعه الى اخذ قرارات لحماية البيئة”.

و اكد ان “الاعلام الرقمي ساهم ووسائل التواصل الحديثة بتوسيع دائرة انتشار الاخبار و المعلومات المتعلقة بحماية البيئة و سمح للافراد و المجتمع المدني بايصال الرسالة بطرق مختلفة،  و اصبحت بذلك الثقافة البيئية جزءا لا يتجزأ من العمل الاعلامي البيئي الذي يقوم على نشر الثقافة البيئية و التوعية”، مشيرا الى انه “على الإعلام مسؤولية كبرى في التوعية على ضرورة حماية البيئة، و قد قامت وزارة الاعلام بحملات عدة للتوعية مع شركائها على الحرائق و استهلاك المياه وغيرها من المخاطر البيئية”. 

وختم مهنئا المركز الدولي لعلوم الانسان-اليونسكو بيبلوس على “تنظيمه هذا المنتدى بالتعاون مع مؤسسة هانز سايدل و stiftung بالشراكة مع المجلس الدولي للفلسفة و العلوم الانسانية و تحالف Bridges في برنامج اليونسكو لادارة التحولات الاجتماعية و نادي روما”، متمنيا “لفعاليات المؤتمر كل النجاح”.

 

 المرتضى 

ورأى المرتضى في كلمته ان الإنسان يحتار في وصف جبيل، أهي تاريخ يستوطن الجغرافيا، أم جغرافيا مجبولة من طينة التاريخ؟ مشيرا الى إنها على مر الآلاف السبعة من عمرها ما برحت تصادق الموج والحجر والشجر والبشر، وتعقد، مع البيئة الطبيعية التي حولها، مواثيق حوار وحسن جوار.”

وقال:”هذا الإرث الجبيلي المنتقل إلينا جيلا بعد جيل، يشكل نموذجا حيا عن كيفية تعاطي الإنسان مع بيئته تطويرا لها وحفاظا عليها في الوقت عينه. ولعل هذه القضية هي لب المفهوم العصري لدور الثقافة في حياة الشعوب: أن تؤمن استمرارية الماضي في الحاضر، وتضمن الانتقال الآمن إلى الزمن الآتي؛ وهذا يتناول التراثين المادي وغير المادي على السواء”.

أضاف : ” هذا  في كل حال همنا الأساسي في وزارة الثقافة، وبخاصة فيما يتعلق بالبيئة الأثرية في المواقع التاريخية، بحيث نتشدد كثيرا في عدم السماح بأن ترمم أو تقوم فيها أي منشأة لا تتلاءم مع طابعها الأثري الخاص.  وإذا كانت مسألة البيئة قد باتت من أولى أولويات العالم المعاصر، حكومات وطنية ومنظمات أممية وشعوبا على امتداد المعمورة، فها نحن اليوم في جبيل في وسط مشهدية تؤكد أن الوسائل متاحة لمن عزم على أن يجعل البيئة صديقة له ولعمله، وأن الأمر لا يلزمه سوى الإرادة المقرونة بالوعي”.

تابع:”ها نحن نرى مؤسسات عدة، ووزارات مختصة، وجمعيات تراثية وبيئية، كلها تتضافر عناصرها وتتشابك خناصرها، لتفتح في هذا السجل الحضاري العريق صفحة مشرقة جديدة عنوانها الإنسانيات البيئية، وهو عنوان يحملني على القول جهارا، بأن المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل، الذي يضم هذه الاحتفالية، ما كان ليصل إلى هذا الإنجاز لولا التفاته إلى معنى آخر من معاني النقاء البيئي، هو ذاك المتمثل في خلق بيئة عمل ضمن هذه المجموعة، كل ما فيها طبيعي، صاف، هادف، وزاخر بالتعاون والتفاهم فيما بين أعضائها، ومع وزارة الثقافة بكامل أجهزتها. إنها شهادة حق ينبغي لي أن أؤديها علانية”. واردف : هذا الموضع لذة للعيون والعقول. ههنا تزدحم البصمات الإنسانية على مرآة الطبيعة، وتحيط الطبيعة الجهود الإنسانية برونقها الجميل. “

وختم كلامه بالدعوة الى  التعاون للخلاص من كل الازمات :”فهل لنا نحن اللبنانيين أن نعود إلى طبيعتنا الوطنية، فنتعانق كما الحجر والنبات على هذه الحيطان؟ هل لنا أن نتذكر بأن إحاطة بعضنا لبعض، وتعاوننا في كل الأمور، سبيلنا الوحيد إلى الخلاص بوطننا من كل أزماته السياسية والمالية والاجتماعية؟ يقول أحمد شوقي: “إن التعاون قوة علوية   تبني الرجال وتبدع الأشياء، نعم وكذلك تبني الأوطان”. 

 

شمعون

والقى ممثل وزير السياحة كلمة قال فيها :  “أقف أمامكم اليوم في أعقاب الاحتفال الأخير بانضمام لبنان إلى الاتفاقية الجزئية الموسعة حول الطرق الثقافية لمجلس أوروباEPA بصفته العضو الخامس والثلاثين – هذه الطرق التي تعبر مسار طريق الفينيقيين ومسارات التراث الأندلسي Legado Andalucía ودرب النبيذ iter-vities ومسارات شجرة الزيتون. وتم هذا الانضمام بفضل الدعم العملي من وزارات الثقافة والبيئة والإعلام اللبنانية بصفتهم أصحاب المصلحة الأساسيين والمسؤولين المباشرين عن تعزيز بيئتنا الثقافية اللبنانية وحمايتها”.

أضاف: “تشمل البيئة الثقافية في لبنان أربعة وخمسين موقعا من مواقع التراث الثقافي المتنوعة التي تسمح لنا باختبار مجموعة واسعة من السيناريوهات: المناطق الداخلية والساحلية والريفية والحضرية والنائية بالإضافة إلى مواقع التراث الثقافي الخمسة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي تحميها اتفاقية لاهاي للعام 1954، والتصديق الأخير على إرشادات البروتوكول الثاني للعام 1999 من خلال دعم وزارة الثقافة بهدف تأمين حماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاعات المسلحة، والمبادئ التوجيهيّة لدراسات تقييم الأثر البيئي القيمة التي تصونها وزارة البيئة. سيستفيد حوارنا بين الثقافات مع شركائنا في المنطقة اليورو-متوسطية ​​ومنطقة الشرق الأوسط من دعم غير محدود من وزارة الإعلام لنشر معلومات ثقافتنا البيئية والمساهمة في ترسيخ القيم والاستراتيجيات الثقافية لشركائنا الوطنيين والدوليين التي تهدف إلى تعزيز مهمتنا المؤسسية المشتركة لنشر المعرفة حول التراث الثقافي اللبناني وضمان استدامتها”.

أضاف: “من هذا المنطلق، تعمل وزارة السياحة اللبنانية بشكل أساسي على زيادة الفرص الاقتصادية وتحقيق الأهداف الإنسانية عبر الثقافات في أنحاء لبنان كافة. لذا أنشأت الوزارة نظام إدارة الوجهات السياحية لتطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية الذي يؤدي بالتالي إلى زيادة فرص تمكين المجتمع المحلي وخلق فرص عمل جديدة وتمكين الأدلاء السياحيين والثقافيين المحليين وتعزيز الوعي على مستوى الوطن. كلفت مكاتب إدارة الوجهات السياحية DMO بمسؤوليات تتجاوز نطاق المركزية الإدارية على مستوى الدولة ما يتطابق مع توجهنا الاستراتيجي الحالي لتحقيق اللامركزية الإدارية من خلال افتتاح37 مكتبا سياحيا جديدا في جميع أنحاء البلاد علما أن هذه المكاتب جميعها متصلة بالمقر الرئيس للوزارة وتتلقى الدعم منه”.

وقال: “لا يزال قطاع السياحة في لبنان قويا ومتماسكا وسيستمر في التطور بفضل التعاون والدعم اللذين يحظى بهما من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية خصوصا جزء لا يتجزأ من الرسالة التي يجسدها هذا الحدث الثقافي. ونحن حريصون كل الحرص على إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص تعود بالنفع عليهما بالتساوي”.

وختم: “نقدر التعاون والدعم والجهود التي يبذلها شركاؤنا المحليون والدوليون الذين يعملون دائما بطريقة تتماشى مع رؤية الوزارة وخطة عملها”.

عبود 

والقى الاب عبود كلمة اعتبر فيها ان “ما بين الانسان والطبيعة والمجتمع علامة عنوانها لغة وثقافة”، مشيرا إلى أن “المركز الدولي لعلوم الانسان أنشأ في مدينة الحرف في العام 1998، ليكون واحة الفكر والعلم والثقافة”. 

وقال: “ان المركز مع الدكتورة صليبا اقام اكثر من 150 محاضرة وندوة من اجل ثقافة الانسان ليتكرس اليوم مركزا ثقافيا وبيئيا بامتياز”. 

وفي ختام كلمته قدم باسم الرعية درعا تقديرية للدكتورة صليبا على عملها خلال السنوات الاربعة من ولايتها . 

تخلل جلسة الافتتاح كلمة لمساعدة المديرة العامة لعلوم الانسان في منظمة “الاونيسكو “غابريلا راموس عبر تطبيق ZOOM  

بعد ذلك تم قص شريط الافتتاح وغرس ارزة في الباحة الخارجية للمركز.

 إشارة الى ان اعمال المؤتمر استمرت يومين وانتهت بإصدار التوصيات .