* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
الحكومة الرابعة، ومبدئيا الأخيرة في عهد الرئيس العماد ميشال عون والثالثة التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي. هذه الحكومة ولدت أمس بعد مرور ثلاثة عشر شهرا حبلت بها البلاد من معاناة متصاعدة واطراد في الأزمات الاقتصادية والحياتية والمالية والنقدية. ومن هنا ترتسم خارطة لمهمة صعبة للحكومة الجديدة لكنها غير مستحيلة في ما لو تضافرت الجهود وصفت النيات.
الحكومة أتت بطابع تكنوسياسي، ويقال أن لا غلبة فيها لأحد بحسب مفهوم الحصص وقد حل فيها وزيران: ملكة وملك، كحل لما يسمى الثلث المعطل أو كلغة راقية مستمدة من شخصيتهما عندما عطلت كل لغات التأليف الحكومي على مدى سنة وأربعة أسابيع قبل الإهتداء الى هذين الوزيرين الملكين: نجلا رياشي عساكر والدكتور جورج كلاس ومن دون 6 و6 مكرر، وذلك بعدما انساب الوحي السماوي برسائل نقلت عبر القارات الى المعنيين اللبنانيين بمسألة التأليف وبمصير وحياة الشعوب اللبنانية التي منحتهم ثقتها على مدى أعوام وأعوام، وآخرها عام 2018 في تلك الانتخابات النيابية الشهيرة بصكوك تمسكت وتسلحت بها القوى السياسية ولا تزال، وهي استطاعت الصمود لا بل العودة بقوة أمام أي اندفاعات احتجاجية مطلبية، وأي حركة ومحاولة للخرق والتغيير، خصوصا أن حركات الاحتجاجات بقيت من دون أطر. وإذا كان لديها ثمة “إطارات بالمعني المجازي” فقد ثقبت بفعل تشليش القوى السياسية الموجودة في السلطات وبكل المفاصل الادارية ومجمل تركيبة النفسية والشخصية اللبنانية.
أمس ظهرت الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون والعالم أجمع للاضطلاع بمهمة انتشال لبنان من قعر جهنم. انتظرها اللبنانيون على نار من اجل إطفاء جمر انهيار اقتصادي غير مسبوق صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850 وبعدما سقط ثمانون في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر بحسب الأمم المتحدة وانطلاق ثالث أكبر موجة لهجرة اللبنانيين في تاريخ البلاد، في حين ان الدولة اللبنانية وعلى سبيل المثال لا الحصر تمتلك عقارات قيمتها ثلاثون مليار دولار، ناهيك بمجالات إيجابية أخرى.
السؤال هو من أين ستبدأ حكومة الرئيس ميقاتي عملية الإنقاذ؟ وهل تكفي مدة الأشهر الثمانية المتبقية لموعد الانتحابات النيابية لقيام الحكومة بمهمات الإنقاذ الاقتصادي، وثورة تحسين الادارة، والتحضير للإنتخابات، أم أن مهمة الإنقاذ ستعاني قبل النجاة؟ فيما تشحذ القوى السياسية أسلحتها ولو أنها شبه مرتاحة- مطمئنة الى مسار الانتخابات النيابية في أيار المقبل؟
الحكومة اللبنانية ولدت في 10 أيلول لتفرمل هواجس الفقر المدقع والقهر الفاقع والخوف من المجهول، وفي وقت لا تزال المنطقة في طور التغيير أو ربما في نهايات التغييرات لمسارات انطلقت منذ 11 ايلول في مثل اليوم قبل عشرين عاما بهجمات 11 ايلول فكان ما كان. ولا يزال العالم والمنطقة حتى الآن في ترقب لنهاية رسم المصالح والنفوذ والخرائط في الشرق الاوسط.
تفاصيل النشرة نبدأها بكل بديهية وبساطة، نبدأها من هموم الناس ومن الحد الأدنى من أمنياتهم ومطالبهم للحكومة الجديدة التي تأخذ الصورة التذكارية الاثنين المقبل في قصر بعبدا مع الرئيس عون والرئيس بري، ثم تنعقد أول جلسة لمجلس الوزراء من أجل تأليف لجنة البيان الوزاري.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
وأخيرا صار للبنان حكومة بعد فراغ امتد أكثر من عام. هي خرجت إلى النور بعد مخاضات صعبة وباتت الآمال معلقة عليها لانتشال البلاد من الاهتراء الكامل ونقلها من مقلب إلى آخر. فهل تنجح في مهماتها وتحصل على ثقة الداخل والخارج أم لا؟
الجواب رهن الأيام المقبلة، وفي الانتظار لا يمكن تجاهل الصدمة الإيجابية التي أحدثتها الولادة الحكومية على المستوى الداخلي وكذلك على مستوى ردود الفعل العربية والدولية التي رحبت بها وربطت المساعدات المنوي تقديمها للبنان بالإصلاحات الجدية وهو أمر شدد عليه مجددا الرئيس نجيب ميقاتي الذي كشف أن الإتصالات مع صندوق النقد الدولي ستبدأ الأسبوع المقبل.
وفي الأسبوع المقبل وتحديدا الإثنين تعقد الحكومة جلستها الأولى لالتقاط الصورة التذكارية وتعيين لجنة لصياغة البيان الوزاري الذي يفترض أن تنال ثقة مجلس النواب على أساسه.
وفي هذا الشأن كان موقف للتيار الحر اليوم قال فيه إنه ينتظر البيان الوزاري ليحدد موقفه من إعطاء الثقة للحكومة مع فتح باب النقاش لذلك.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
استراحة سياسية بعد الولادة الحكومية، حتى يجتمع شمل وزرائها المعينين ويعودوا الى البلاد، وتكون البداية من الصورة التذكارية الاثنين، اما الازمات فلا تعرف استراحة ولهيبها يحرق صور المواطنين المصطفين بطوابير البانزين بما لا يصدق ولا يطاق. والطوق يشتد على هذا القطاع العالق بين قرار رفع الدعم والاحتكار، فيما المستثمرون بالازمات يزيدونها بالتهويل والعويل والمتاجرة باعصاب وارزاق الناس.
واولى الازمات المتفرعة عن المحروقات الرغيف الذي يعاني مع المواطن، وكذلك قطاع الاستشفاء الذي عاد ليرفع الصوت مع الخشية من العتمة التي يعينها شح الدواء.
وان كان البعض ما زال عالقا عند حسابات الربح والخسارة في توزيع الحصص الوزارية، فان الحكومة رئيسا ووزراء يعرفون عظيم التحديات، وعليه كان خيارهم القليل من الكلام على امل الكثير من العمل لانقاذ ما امكن والسعي للحد من سرعة الانهيار. فالاولوية لمعالجة مشاكل الناس وليس للمشاكل والمناكفات السياسية بحسب رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد.
اما التيار الوطني الحر الذي رحب بتشكيل الحكومة الجديدة التي قام بواجبه الوطني في تسهيل ولادتها بحسب هيئته السياسية، وهو ينتظر بيانها الوزاري ليحدد موقفه من إعطاء الثقة لها.
فلسطينيا وبكل ثقة أكمل ابطال عملية التحرر من سجن جلبوع الصهيوني اذلال الاحتلال، فالدولة العظمى التي تمتلك كل انواع التكنولوجا والعديد من الاذرع الاستخباراتية لم تستطع توقيفهم الا بعد خمسة ايام وهم يتنقلون داخل مناطق نفوذ الكيان المحتل.
تمكنت الشرطة الصهيونية من توقيف اربعة من المجاهدين الستة، فيما لم يتوقف كلام المحللين الامنيين والعسكريين الصهاينة عن الحديث عن الفضيحة التي الحقها هؤلاء بكيانهم، وجعلوه امام تحد يجب ان يحسب له الف حساب.
حسابات كثيرة سيحسبها اهل العدوان على اليمن، مع المشاهد الحية التي بثها الجيش اليمني لمجاهديه والتي توثق النصر المبين الذي يحققه الجيش اليمني واللجان على القوات الغازية واتباعها.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
بمجرد صدور مرسوم تشكيل الحكومة، ممهورا بتوقيعي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فهذا يعني ان تركيبتها تراعي الدستور والميثاق والمعايير الموحدة بين الجميع، وان حصولها على ثقة ما يكفي من النواب محسوم، علما ان تكتل لبنان القوي ربط موقفه بمضمون بيانها الوزاري.
اما ما هو غير محسوم، فثقة الشعب، التي دونها تجارب مريرة مع كل الحكومات السابقة، منذ ثلاثين عاما، التي كانت فيها كفة الاقوال راجحة على حساب كفة الافعال.
فمن دون خطة واضحة قابلة للتنفيذ السريع لوقف الانهيار واطلاق النهوض، موقف الشعب سيبقى: لا ثقة. ومن دون توجهات اصلاحية اكيدة، بدءا بالتدقيق الجنائي، موقف الشعب هو هو: لا ثقة. ومن دون قرارات جريئة تجاه مجالس الهدر والسرقة على انواعها وصناديق الفساد على اشكالها، الشعب سيصوت بلا ثقة. ومن دون اجراءات حاسمة تحت سقف الدستور والقوانين في حق المرتكبين، سيهتف الشعب مجددا: لا ثقة… واللائحة تطول.
امس، طوى لبنان صفحة سوداء، وفتح اخرى لا تزال حتى اللحظة بيضاء.
واذا كان الاكيد من حيث المبدأ، ان وجود اي حكومة هو افضل من عدم وجود حكومة بالمطلق، خصوصا في ضوء اشكالية تصريف الاعمال، فالاكثر من اكيد ان وجود حكومة فاعلة هو افضل بكثير من وجود حكومة تشلها الصراعات، ويحول التردد في القرار دون قدرتها على العمل.
امس قال رئيس الحكومة: من يريد ان يعطل، فليخرج من الحكومة.
ولسان حال اللبنانيين قبل التشكيل واثناءه ومن الآن فصاعدا: من يريد ان يعطل الاصلاح، او على الاقل يحاول ان يعطل، فلا يكفي ان يخرج من الحكومة، بل ينبغي ان يطرح خارج الضمير والتاريخ، حيث بكاء الحساب وصريف اسنان العقاب.
واليوم، باشر رئيس الحكومة عقد اجتماعات متتالية مع الوزراء في اطار مناقشة تصورهم لعمل وزاراتهم والملفات الاساسية المطلوبة والتحضير للبيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على اساسه. كما عقد اجتماعا ضم الوزراء الجدد والسابقين المعنيين بموضوع البطاقة التمويلية وحرص على الاطلاع تفصيليا على المراحل التي قطعها هذا الموضوع. وقد اتفق بنتيجة البحث على ان يستكمل الوزراء الجدد والسابقون البحث في الايام القليلة المقبلة لاعداد التقرير النهائي في هذا الموضوع.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
أما وقد صار لنا حكومة، بعد ألف شبر وندر، وبما أن الولادة الميمونة حصلت في الويك أند، لا بد أن رئيس الحكومة، الذي صار اليوم فعليا المسؤول الأوحد عن أداء حكومته، لأن رئيس الجمهورية الذي افتعل المعارك الطاحنة لمشاركته في التشكيل، سيتركه وحيدا لمصيره الآن. لا بد لميقاتي أن يتمهل ويفكر بجملة أسئلة تطرح نفسها بقوة ويتعين على ميقاتي وكل من شاركوه الرحلة الحكومية أن يجيبوا عنها في قابل الأيام: هل شكلنا حكومة متجانسة، أم حكومة الأهواء السياسية المتعارضة والشخصية والعشائرية والإقليمية؟ هل انتقينا الأفضل في كل حزب وطائفة ومذهب لتولي المسؤولية في هذا الظرف المأسوي الذي يمر فيه لبنان؟ كيف لحكومة شكلت بهذه التوازنات المعتورة والأثلاث المعطلة، وكل شيء فيها واقف “عا صوص ونقطة”، أن تتفق على بيان وزاري هادف وعلمي وأن تتمكن من الإقلاع والعمل كفريق متجانس، فتطمئن شعبها والدول المنتظرة منذ ثلاثة عشرة شهرا لمساعدتنا؟ هل يستسلم الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب لسيطرة حزب الله على دفة السياسة الخارجية واستسلام الرئيس عون لمشيئته، وهل سيسكتان الوزراء المؤلهين والمؤهلين للأسد، الشاتمين ضمنا الدول العربية الصديقة؟ وأي مصير اقتصادي ومالي وإنمائي للبنان إن ظلت رئته العربية والدولية مسدودة؟
إذا جاءت الإجابات عن هذه الأسئلة ملتبسة أو ظلت من دون إجابات، فهذا يعني أننا انتقلنا مع هذه الحكومة من مرحلة التكليفات الطويلة والفاشلة التي استنزفت الدولة وأماتت الشعب، الى مرحلة الحكومات الديابية القاتلة وغير الفاعلة، فنكون بذلك أرحنا اثنين وقتلنا شعبا ووطنا: حزب الله الذي نزع عنه وصمة التعطيل وإيران التي اكتسبت من تسهيلها التشكيل شرعية انتداب نفسها للسيطرة على لبنان وانتزعت موافقة دولية على هذا الدور، والأنكى في الأمر أن طهران لم تكذب ولم توارب فهي وعدت بتسهيل التشكيل لكنها لم تعد بتسهيل عمل الحكومة. أما المرتاح الثاني، فهو الرئيس عون الذي نزع عن نفسه وفريقه، تهمة تعطيل الحكومات ليمسك في المقابل كل وسائل فرملة العمل الحكومي وحنفياته، يسير بما يناسبه ويعطل ما لا يرضيه. أمر آخر مقلق جدا لا يمكن إغفاله، ظاهرة الوزراء الجدد الذين يتعايشون ويتناغمون مع طقوس القرون الوسطى وحفلات العربدة بالرصاص، فإذا نزع هؤلاء أسلحتهم عندما يدخلون وزاراتهم وفي جلسات مجلس الوزراء، فكيف ينزعون من نفوسهم وعقولهم ذهنية العشيرة والميليشيا؟ أما الوزراء المتخلفون كذلك الذي دعا اللبنانيين الى التخلي عن الحفاضات، كيف لمثل هذا الوزير الذي يستفز كلامه الأمعاء ويستدعي الإكثار من استخدام الحفاضات، كيف يمكن ائتمانه على الشؤون الاجتماعية. في النهاية، للمحافظة على هذه النوعية العاطلة، ما تنسو ايها اللبنانيون ترجعو تنتخبون هني ذاتن.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
حسمت الولايات المتحدة قرارها، واصبح بقاؤها في افغانستان عبئا لن تتحمله بعد الحادي والثلاثين من آب الفائت. فالرئيس الاميركي جو بايدن رفض تعريض جنوده على الارض الافغانية لاي خطر تشكله طالبان بعد هذا التاريخ، واراد ان يقول للعالم اجمع في الذكرى العشرين لتفجيرات 11 ايلول: اتممنا المهمة الافغانية واعدنا جنودنا الينا.
الصور التي رافقت الانسحاب الاميركي من افغانستان، اظهرت فوضى مزعجة للناخب الاميركي، وتكرارها ممنوع سواء اكان في العراق، حيث اتخذ قرار بتحويل القوات الاميركية العاملة هناك من قتالية الى قوات تساهم في تدريب القوات العراقية مع حلول آواخر العام الحالي، او في لبنان، حيث كاد الجيش اللبناني يتخطى عبر استقالات عناصره وفرار بعضهم من الخدمة الخطوط الحمر.
ضغطت واشنطن، ومعها باريس وشكلت الحكومة، وما تريده الولايات المتحدة منها امران اساسيان :
كيفية التعامل معها لتأمين المساعدات للمؤسسات الانسانية، وتأمين اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقبل في أيار 2022.
يعرف الرئيس نجيب ميقاتي وكل فريق عمله ان المهمة صعبة. فالموضوع لا يرتبط بالشروط الخارجية ولا الطلبات الداخلية، انما هو كيفية استعادة ثقة المجتمع الدولي بالسلطات اللبنانية، واستعادة ثقة اللبنانيين بمسؤوليهم.
على هذا الاساس، سيحاول ميقاتي ومعه وزراء حكومته، العمل بهدوء وسرعة وحسم على تفكيك الغام ملفات كبيرة، تساعد حلحلتها على التخفيف من سرعة الاصطدام الكبير.
اول هذه الملفات التفاوض مع صندوق النقد الدولي الذي سيخوضه ميقاتي ومعه وزير المال يوسف الخليل، ليليه ملف الطاقة، ووضع الاولوية للاصلاحات المطلوبة، والتي للمناسبة، لن يدخل دولار واحد الى لبنان من دونها، وصولا الى الملف الاجتماعي المقلق: من اين سيأتي الفريق الحكومي بالاموال للناس ولعناصر الجيش والاجهزة الامنية الاخرى كي تتمكن من شراء المواد الاساسية التي رفع الدعم عنها كلها باستثناء البنزين، وهو الامر الذي سيحصل الاسبوع المقبل، بحكم الامر الواقع.
وتزامنا مع رفع الدعم وطوابير الذل، يتوقع وصول باخرة الفيول الايرانية لمساعدة لبنان الى بانياس في سوريا في غضون ساعات قد لا تتعدى الثماني والاربعين، فهل يتزامن وصولها والصورة التذكارية الاولى للحكومة الجديدة؟ ممكن.. لكن ذلك ليس سوى تفصيلا صغيرا في puzzle كبير، فلا احد يريد منع وصول الباخرة، لا واشنطن ولا غيرها، بل المطلوب وصول المواد الاولية، والتأكد من عدالة توزيعها على كل اللبنانيين ومن الشمال الى الجنوب، منعا لبروز صور جديدة عن شعب يذل طلبا للمحروقات او يموت بسبب نقصان دواء او اغلاق مستشفى.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
في يومها الأول رسخت حكومة نجيب ميقاتي صورة عن وزراء، بعضهم وصل “بلا حفاضات” وآخرون دخلوا بلداتهم على أزيز الرصاص الوزاري الطائش “وعلى الدار رجعوا صحاب الحمية في طاريا” أما في شعث فإن الرصاص كان يسابق نحر الخراف لكن كل ذلك كان احتفاء بوزيرين لم يدخلا وزارتيهما بعد.. ولم يبلغا سن الرشد الحكومي علي حمية وعباس الحاج حسن.. أشغال وزراعة.. زرعت لهما السماء بارودا فماذا لو أنجزا تحفة وزارية تستدعي الاحتفال الفعلي؟ وفي السجل الشخصي للوزراء وقياسا على تصريحاتهم السابقة فإن وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار لم يضاهه أحد في طرح الحل عبر العودة إلى الجذور والأجداد وسينصح به غدا وزيرا لكل العهود وربما يسجل اختراعه في عداد الابتكارات التي سبقت زمنها من هنا إلى الصين وقضت براءة اختراع حجار بالاستغناء عن الكماليات كالحفاضات والكلينكس.. واستبدالها بمواد قابلة للتنظيف وإعادة الاستعمال وهي النبوءات الوزارية المستخرجة من “مؤخرات الأطفال” والمتأثرة بحكمة تدوير الزوايا للرئيس المؤسس نجيب ميقاتي تصريحات من ورق.. وربما شبهات وقضايا ورفع دعاوى وإساءة أمانة..
لكن “في ماضي منيح بس مضى”.. فماذا عن الغد؟ وهل تساعد وسامة بعضهم في رفع القبح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي صار علامة لبنان؟ تندر اللبنانيون وسخروا بكثير من سجلات الوزراء أصحاب السوابق لكن الشعب المطحون كان على استعداد لإعطاء الفرص إذا كان هناك من بوادر حلول وإصلاحات ورفع للبنان من تحت الأنقاض فحكومة العهد الرابعة تنتظر رافعات الإنقاذ من الخارج والتسهيل من الداخل.. وقد طبعت باسم محمد نجيب عزمي ميقاتي عدا ونقدا وليس باسم العهد الذي أصبح على “لياليه” وفي سنته الحكمية الأخيرة بعد خمس سنوات من السقوط.. وبات اليوم في عداد المفقودين وعليه فإن العمل من الخارج الى الداخل هو للسرايا التي سينتقل اليها ميقاتي الاثنين وقد باشر اليوم في بلاتينوم اجتماعات متتالية مع الوزراء لمناقشة تصورهم لعمل الوزارات كما التقى وزراء جددا وآخرين من عداد الحكومة المأسوف على حكمها لبحث موضوع البطاقة التمويلية والمراحل التي قطعتها وعزم رئيس الحكومة على بدء العمل قبل الصورة التذكارية والاجتماع الأول والثقة يعطي صورة أن ميقاتي المؤلف هو غير ميقاتي المكلف.. وأنه اللاعب الاقوى الذي سيضع رئيس الجمهورية في حدود صلاحيات مقيدة ارتباطا بالدستور.. الذي يقول “حضر فترأس” وليس ابعد من ذلك.
اما دعوات رئيس الحكومة المواطنين الى شد الأحزمة.. فإنه سيقابل من الناس بدعوته الى “فك الاأزمة” وتسييل بعض مما لديه لصالح الخير العام.. وليس لمنافسة الشعب اللبناني على قروضه كما في السابق فالناس ما عاد لديها من أحزمة تشدها.. ووزراء سابقون “شلحونا المصريات”.. والوزراء الجدد نزعوا عنا “الحفاضات”.