تصوير جيهان قبلان:
زار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي مقر المديرية العامة للأمن العام في العدلية ، بمناسبة العيد ال ٧٨ للأمن العام ،حيث كان في استقباله المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري وكبار الضباط في المديرية .
ووضع المولوي اكليلا من الزهر على نصب الشهداء في باحة المبنى المركزي رقم ٣، ثم إلتقى اوالبيسري ضباط المديرية في القاعة ٢٧ آب.
النشرة التوجيهية
وقد تلا رئيس مكتب شؤون الاعلام في الامن العام العميد ايلي الديك النشرة التوجيهية الصادرة عن اللواء البيسري الى ضباط وعسكريي الامن العام بالمناسبة وجاء فيها :
“إذا كان السابع والعشرون من شهر آب من كل عام، هو العيد الرسمي لتأسيس الأمن العام، فإنكم في كلّ يوم تعملون فيه لخدمة مواطنيكم والتضحية في سبيل عزّة وطنكم، ترصّعون جبين المؤسسة بتفانيكم وقدراتكم في هذه الظروف الصعبة التي نجتازها سويا.
تأتي هذه المناسبة العزيزة جدا على قلوبنا، في ظل اجواء اقليمية ودولية متشنجة وغير مستقرة، يُخشى ان نسقط مجددا بسببها في امتحان صَون وطننا وحمايته، وفي اعادة انتاج الاحداث الاليمة ذاتها التي مرّ بها لبنان. الا ان وعْيَكُم وسهرِكُم وجهدكم مع كل اللبنانيين، سينجح في تحصين الدولة والسير قدما في مسيرة الحفاظ على امن لبنان وشعبه، لان الاستقرار الامني والسلم الاهلي هما ركيزتان اساسيتان في عملية اعادة بناء لبنان وتنشيط قطاعاته كافة.
ايها العسكريون
ازاء الواقع الداخلي والاقليمي، يفرض عليكم الواجب الوطني والمؤسساتي، البقاء في جهوزية فعّالة في هذه الفترة الحساسة والدقيقة من تاريخ لبنان، للذود اولا عن وطنكم واهلكم وكشف كل محاولة العبث بالامن والاستقرار، وذلك بالتعاون مع رفاقكم في المؤسسات العسكرية والامنية وكل المخلصين. وثانيا، لتقديم كل التسهيلات اللازمة لمواطنيكم لضمان افضل رعاية خدماتية لهم من خلال حضوركم الدائم الى جانبهم، وتسهيل انجاز معاملاتهم، وعدم السماح في حصول اي تعثر او خلل او شلل في هذا الشأن. وهذا امر لا يقل شأنا عن الدور الامني الذي تقومون به. فكما تحافظون على امن المواطن، عليكم ان تؤمنوا له حقوقه استنادا الى الصلاحيات التي تدخل في صلب عملكم ومهماتكم على انواعها. وقد بلغتم من الجهوزية والتطور والاحتراف ما يرقى الى ما نصبو اليه، وأثبتم انكم تصنعون من الضعف قوة، ومن الازمات فرصا للتطوير والتحديث وتقديم الافضل بالرغم من تضاؤل الامكانيات اللوجستية التي تأثرت بأسباب الأزمة الاقتصادية.
أيها العسكريون
ان ما يحزّ في قلوبنا في هذه المناسبة العزيزة، استمرار خلوّ سدة الرئاسة الاولى، لانه بدون رئيس جمهورية لا ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، ولا تنطلق عجلة الدولة بشكل طبيعي وسليم، ولان لبنان بلد حوار دائم، نتمنى ان تعبر هذه الغمامة السوداء من سماء لبنان لتشرق شمس الوفاق الوطني من جديد، من خلال الالتزام بمبادئ وثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون على اختلاف مكوّناتهم، وعبر تطبيق الدستور الذي هو الناظم لحياتنا الوطنية.
أيها العسكريون
لكم أن تفتخروا بإنجازات مديريتكم على الصعد كافة، وهي طبعا نتاج اياديكم وعقلكم وارادتكم، وهي المساهم ايضا في دوران عجلة مؤسسات الدولة، وفي حماية الوطن. وفي هذه المناسبة، نجدّد تأكيد الوفاء لتضحيات شهدائنا الذين ارتقوا في ساحات الشرف في مواجهة الارهاب، وعصابات الجريمة المنظمة الى كارثة انفجار مرفأ بيروت، من خلال السير على نهجهم والاقتداء ببطولاتهم والاقتصاص من المجرمين. انها أمانة في أعناقنا. لذا، أدعوكم اليوم إلى ترسيخ إيمانكم بهذا الوطن، الخالد الى دهر الداهرين”.
البيسري
والقى البيسري كلمة قال فيها: “أحببت اليوم ان اتقدم بالتهنئة والمعايدة لكم بالعيد الـ٧٨ للأمن العام وننتهز الفرصة لمعايدة الوزير المولوي بإسمكم جميعا”.
اضاف: “رفعت شعارا منذ اول يوم لاستلام مهمتي ، “مواجهة التحديات والتغلب على الصعاب”، لأنه برأي وفي الواقع هناك تحديات كبيرة في عملنا ،ونحن لدينا الارادة للتغلب عليها . والتحديات كانت ناتجة عن ظروف امنية واقتصادية واجتماعية وسياسية وما زالت قائمة ، حاولنا بكل الوسائل ان نواجه هذه التحديات وثابرنا للتغلب عليها. وبإرادة ضباط وعسكريي الامن العام ما زلنا نحارب ونتغلب على الصعاب في هذه المرحلة، وهي موجودة بكثرة في وطننا. وفي المقابل التزمنا مع ضباطنا وعسكريينا أن تكون المداخيل المنظورة وغير المنظورة بتصرفهم وتصرف عائلاتهم لنقدم الخدمات التي تساهم في تعزيز صمودهم. كل المداخيل هي مقابل الجهد الكبير التي يبذلها الامن العام لخدمة المواطنين. واتوجه للضباط بان يكونوا الى جانب مرؤسيهم والاستماع الى همومهم ومساندتهم”.
وعرض اللواء البيسري لواقع الخدمات التي تقدم للمواطنين، وقال: “أكثر تعاطينا هو مع المدنيين ، وهذا ليس بالامر السهل. فالمواطن المدني له حق علينا وهو اخونا وابننا واختنا ، ونحن علينا التعامل معهم بالسلوك الحسن التزاما بالقوانين التي تنظم عمل الامن العام ، وخدمة المواطن واجب علينا ، ونحن عملنا ضمن ارادة وامن”.
وأكد اللواء البيسري انه “لا مكان للتلاعب بالامن مهما كانت الظروف، والحفاظ على الامن خط احمر واولية لنا . العمل الامني استمرارية، فهو عمل متواصل من متابعة التقارير الى العمل الميداني . هناك فريق عمل ممتاز لا يتهاون ولا يتخلى عن اي جهد للمحافظة على الامن ومكافحة الارهاب وشبكات التعامل مع العدو الاسرائيلي وهذه اولوية لدينا. ولا أخفي خبرا عن توقيف شبكة من شخصين في مطار بيروت لديهما ارتباطات مع العدو وكانا مكلفين بعمليات في الداخل. حققنا معهما وحولناهما على القضاء العسكري المختص وسنكشف في بيانات لاحقة خطر هذه الشبكة”.
وتوجه البيسري الى وزير الداخلية بالقول : “مهما طال الوضع الاستثنائي في البلد نحن مؤمنون بعودة قيامة الدولة ومؤسساتها والتي نحن جزء من هذه المؤسسات . واطلب من الضباط التفاني بالخدمات وتقديم القدرات وان لا يسمحوا لأحد باللعب بأمن البلد. مبدئيا نحن لدينا مهمات كثيرة وكبيرة، منها منظورة ومنها غير منظورة، ولكن لا نقبل ان نقصر في اي مهمة اكانت ادارية او امنية . نحن كل المعاملات الادارية نتعامل معها بكل دقة ومهنية عالية ونعطي كل مواطن حقه، وحتى في مطار بيروت ضاعفنا قدراتنا كي نسهل حركة مرور المواطنين اكانوا قادمين او مغادرين لنحافظ على وجه لبنان الحضاري والمساهمة في نجاح الموسم السياحي”.
واشار الى “ان العمل الامني والتنسيق مع جهات عربية ودولية ساهم في تعزيز مكافحة الجرائم، ونتيجة لذلك اوقفنا احد اخطر وجوه المافيا الايطالية في عمل نوعي ومميز في مكافحة تهريب المخدرات وسلمناه للسلطات الايطالية وهذا يعكس الثقة بالأمن اللبناني”.
واكد البيسري ان موضوع النزوح السوري يأخذه الامن العام بشكل جدي منذ العام ٢٠١٢ ، وهي قضية كل اللبنانيين. نحن طلبنا داتا المعلومات لتنظيم هذا الوجود بناء على معلومات دقيقة واصرينا على الحصول عليها دون قيد او شرط ، وهذا جزء من سيادتنا . الامن العام مسؤول عن امن كل اجنبي مقيم على ارضه ونحن اصحاب الحق ، وقد نلنا مطالبنا من الامم المتحدة لأن صاحب الحق سلطان ، ودعمنا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب والوزير المولوي وفريق عملهم. جهودنا تكللت بتثبيت حقنا ونحن في مرحلة الحصول على الداتا. في المقابل نؤكد ان الداتا سرية وسنحافظ على امنها وفقا للمعاهدات الدولية وهي امانة بأعناقنا”.
ولفت الى ان “موضوع التنقيب على النفط وبداية العمل في المنصة محط امال كل اللبنانيين ومستقبلنا “، وقال: “دربنا فريق عمل يواكب عمل استكشاف النفط ، وهو سيستقبل كل الفرق الأجنبية لمواكبتها الى المنصة جوا وبحرا وبرا. أعيننا على المنصة، وعملنا سنقوم به على اكمل وجه وسنحافظ على هذه الثروة. وان شاء الله اول من سيعرف بالاخبار المفرحة هو الامن العام”.
واستذكر البيسري شهداء الامن العام ، مثمنا “تضحياتهم التي ساهمت في حماية لبنان”، مؤكدا “الوقوف الدائم الى جانب ابنائهم وعائلاتهم “. وتوجه بالتعزية الى قيادة الجيش بالشهيدين اللذين سقطا في تحطم المروحية.
المولوي
من جهته، قال الوزير المولوي: “مرة جديدة ألتقي مع كوكبة من خيرة رجال لبنان الذين يقدمون من وقتهم وعلمهم للحفاظ على قسمهم . أردنا واللواء البيسري ان يكون الاحتفال رمزيا بسبب استشهاد ضابطين من الجيش، ونتقدم بالعزاء لذويهما ولقيادة الجيش شريكتنا في حماية الوطن وخدمة المواطنين”.
وأضاف : “شعار الامن العام تضحية وخدمة، وتتجلى هذه المعايير بتقديم حقوق المواطنين بصمت وتجرد وايمان بلبنان والدولة التي نعمل لها جميعا شعارها الشرعية، وتطبيقها يكون بالالتزام بكل ما هو شرعي”.
واكد ان “انجازات الامن العام كبيرة بالامن السياسي والاجتماعي ومكافحة شبكات الجريمة ومتابعة تطورات لبنان والمنطقة. لبنان ينهض بأمثالكم وبجهود ابنائه وكل القوى الامنية وباعطاء المواطن حقه وما يتمناه لبناء الدولة. نحن وانتم نعمل لبناء دولة كاملة لانها تبقى الملاذ الوحيد لكل المواطنين”.
وختم: “وصيتي لكم، العمل والاستمرار بتطوير القدرات العلمية والذاتية وخدمة المواطنين، وجهودكم مشكورة ومشهودة. وكلنا نرى الجهد المضاعف الذي تقومون به وخصوصا في موضوع النزوح السوري ومواكبة مرحلة التنقيب عن النفط ومواكبة قيامة الدولة التي لا بد منها، وشراكتكم وتكاملكم مع الاجهزة واضحة ومشكورة. وزارة الداخلية معكم، ندعمكم بكل امكانياتنا . نحن والمدير العام واحد وارادتنا مشتركة لقيام الدولة”.
وفي الختام اقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.