اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، ان “القوات تستطيع ان تضع صفة المقاومة لكل الأجيال والتشبع من هذا التاريخ والارث الذي حملنا إياه ال15000 شهيد ماثل في وجداننا، وهو الذي يقود حركتنا وهو ما يميزنا عن فرقائنا الذين تهمهم ولديهم رغبة بالامتداد الشعبي”.
وأضاف عبر “لبنان الحر” ضمن برنامج “بلا رحمة”: “الأصل هو تحقيق الدولة والجمهورية والحلم الذي استشهد من أجله رفاقنا وهو ما يجعلنا نكبر أكثر في أذهان الناس وسط اخرين لديهم شهوة للسلطة والمال معا، لكن حزب القوات لا يحيد عن الأساسيات وأولها الحرية ونريد الحفاظ على رسالة هذا البلد والتي تتعرض الى تكسير وتهميش وانحرافات كبرى، ونحن ثابتون على إبقاء الرسالة بوجود المسيحي وغير المسيحي والإصرار على بناء دولة وليس العيش كقبائل متناحرة”.
وتابع: “عندما نستشعر ان هناك قريبا او غريبا او أي خطر يحدق بلبنان وعندما تعود الساعة الى 13 نيسان ال75 نصبح كلنا مرغمين على الدفاع عن ارضنا ونحمل السلاح وعندها نصبح عشاق شهادة عدا عن ذلك نحن عشاق حياة”، مردفا “لا نقبل بالحوار ولا الدخول في حكومات كيف ما كان لأننا عرفنا ان التعايش مع مؤسسات يسودها كل شيء الا القانون لا يقود الى شيء”، ولافتا الى ان “القصص والعبر من شهادة شبابنا تجعلنا نخجل من انفسنا اذا فكرنا بالاستسلام فهم من اعطوا لقلبنا النبض كاشفا عن مشهدية جميلة غدا في معراب بين استعدادنا للدفاع عن بلدنا كشهدائنا وجيل المستقبل والعلم”.
وقال: “حتى اللحظة لدينا امل ان تتغير الظروف ليس بالقتال بل بالثبات السياسي. الرئيس بري حاول بالأمس ان يرد على ماكرون الذي انتقد ايران لأول مرة واستبق زيارة لودريان. نحن لم نملك أي حرج للقول للودريان اننا لن نذهب الى الحوار بل الى تطبيق الدستور ولا نريد تكريس أعراف، فهل ما قلناه للودريان لن نقوله للرئيس بري؟ نعتبر ان العملية الديموقراطية قد سقطت نتيجة مرور عام كامل وهم يعطلون النصاب او لا يدعون الى جلسات ويعمدون الى تطيير النصاب ومصرون على مرشح واحد دون غيره. عن أي حوار نتحدث؟ ماذا يقول النص الدستوري؟ هل يبيعنا بري جلسات متتالية؟ فالدستور نفسه ينص على الجلسات المتتالية. التنسيق عال جدا ومتواصل بشكل شبه يومي ونريد ان يكون موقفنا موحدا وأظن اننا نمتلك ردة الفعل الأولية نفسها”.
وجزم عقيص: “لا نريد حوارا لان لا جدوى منه بل هو تعطيل وامعان في خرق الدستور ليجلب حزب الله رئيسا لا طعم له وكل التجارب السابقة كانت مؤلمة للأسف واذا كنا نتميز بشيء فهي اننا نحترم شهادة الشهداء ورأي ارضيتنا”.
أضاف: “فليخبرنا أحد ما هي المواضيع الذي ستطرح في الحوار؟ فاذا كان الحوار حول رئاسة الجمهورية فنحن مختلفون على دور الرئيس ومهامه فكيف سنتفق عليها في الحوار؟ هي كلمة نرميها كي يتمكن بري من رمي المسؤولية عنه بشكل غير صحيح على فريق لا يريد حوارا. اللامركزية تؤخذ من قبل أكثرية برلمانية يمكن الا يكون منها فهو يتحدث باسم كل الشعب وهو ليس مخولا وبرأيه ان حزب الله هو من يعطينا اللامركزية وهو ليس كذلك”.
وتحدث عقيص عن فريقين كبيرين: الممانعة والمعارضة، مشيرا الى ان “ما بينهما هناك النائب جبران باسيل الذي يفتش عن مصلحته السلطوية والشخصية وايجابيته انه تقاطع معنا على أزعور ولكنه طرح فكرة التفتيش عن مرشح ثالث، ومتحدثا عن نواب لا يريدون ان يأخذوا أي موقف وما يفعلونه هو خدمة لحزب الله لانهم بذلك يكونون ورقة تكمل جدول الحزب وأغلب مواقفهم تخدمه وهم يقولون انهم خارج الاصطفاف وهذا لا يمكن قوله فهناك أبيض واسود”.
وتابع: “مجبور هذا الفريق ان يكون اما مع الدولة أو مع الدويلة فلا يمكن ان يكون في الوسط، فالدويلة أصبحت ليس فقط تتعايش مع الدولة بل أطبقت عليها”، معتبرا ان “مفهوم العمل السياسي لدى حزب الله غريب وجهنمي فهم يستطيعون ان يعيشوا خارج النظام اذ لديهم ادارتهم الإدارية والمركزية وفي الوقت نفسه يسيطرون على ما تبقى من نظام مؤسساتي، فإما يعود الحزب الى النظام او نخرج كلنا عن النظام”.
وقال: “عملية شيطنة القوات مع قرار العماد ميشال عون الهجوم في ال89 عليها لكونها ميليشيا كما اعتبرها حتى ال2005 عادت وانفجرت في وجه كل المشيطنين، اذ نما حجمنا على الأرض وتنظيمنا ومقاومتنا السياسية بأكبر كتلة مسيحية في البرلمان ولكننا لسنا سلطة تنفيذية بل سلطتنا رقابية. نحن لا زلنا معارضة لهذه المنظومة واذا كان هناك من تحميل للمسؤولية فهو لهذه المنظومة وليس للقوات اللبنانية”.
وأردف: “استغرب كيف ان حكومة تصريف الاعمال تجتمع للبحث بأمور كثيرة ولم نر أي اجتماع طارئ للحكومة في شأن قصة مصيرية كمواجهة موجة نزوح ثانية من سوريا الى لبنان فلا أحد سيسجلهم وسيأتون الى مخيمات شغالة ويصبح رصدها أخطر بكثير، ودعوتنا كقوات للنظر اليها.
وتوجه عقيص بكلمة الى الشهداء: “شهادتهم لم تثمر كما كانوا يتأملون ولكن أريد ان أطمئنهم ان القوات صاحبة اكبر تمثيل اليوم وذاهبة الى انتخابات داخلية. نحن على الخط السليم وصامدون ونتوجع على شهادتهم وعلى مآسي الشعب وغدا سننير لهم الشموع ولتبق اعينهم علينا وهم مثلنا الأعلى”.