اختتمت جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” HEAD ومنسقو “الشبكة العربية للبيئة والتنمية – رائد” RAED، بالتعاون مع “شبكة العمل المناخي العالم العربي” CANAW، حزب “الخضر اللبناني” GPL و “التجمع اللبناني للبيئة” LEF، سلسلة المحاضرات الافتراضية حول التغير المناخي، في اطار التحضير للدورة ال 28 من مؤتمر الأطراف للمناخ في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، ب”ويبنار” اقليمي ثامن واخير بعنوان “مخاطر وأوجه الترابط بين التغيرات المناخية والصحة”، عبر تطبيق “زوم”. وصدرت في ختام الجلسة، سلسلة توصيات سترفع الى اللجنة المختصة في قمة المناخ 28 لابلاغها الى صناع القرار.
سيف
وافتتحت الجلسة من لبنان رئيسة الجمعية المهندسة ماري تريز مرهج سيف بكلمة رحبت فيها بالحضور وبالشبكات المشاركة، شبكة العمل المناخي – العالم العربي، وتوجهت ب”كلمة عزاء الى الشعب المغربي في محنته التي اصابته جراء الزلزال الذي ضرب المغرب”، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
كما شكرت “كل الشبكات المشاركة والمؤسسات الثقافية والبيئية والاجتماعية والنسائية والحكوميين والاعلاميين من كافة الدول العربية”، وخصت بالشكر “هيئة شؤون المرأة برئاسة السيدة كلودين عون على متابعة وحضور اعضائها معظم الندوات التي اقامتها الجمعية”.
كذلك نوهت ب”عمل اعضاء الجمعية ومساعدتهم لانجاح كافة الندوات”، وقالت: “سينتج عن هذه الندوة توصيات بهدف ايصالها الى اللجنة المختصة بالتحضيرات لقمة المناخ 28”.
غندور
ثم ترأس الجلسة رئيس “التجمع اللبناني للبيئة”المهندس مالك غندور وقال في كلمته: ” هذه الندوات هي جزء من عمل مهم يتم بمبادرة من الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد” بواسطة منسقيها في كافة الدول العربية”، منوها “بعمل جمعية انسان للبيئة والتنمية بحيث اصبح عملها احترافيا ومتحضرا جدا ديناميكيا وهذا ما يميز المجتمع المدني، وسيتم الاعلان عن التوصيات لتشكيل مادة متخصصة لصياغة تقرير موحد عربي تحمله منظمة “رائد” قمة المناخ 28″.
وادارت الحوار في الجلسة خبيرة المرافعة والتواصل مع الاتحاد الاوروبي وفي شبكات عالمية هلا كيلاني.
حمزة
وعرض البروفيسور منذر حمزة من كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، لاهم الأضرار التي تترتب على الصحة بسبب تغير المناخ، موضحا أنه “يتوقع أن يؤدي تغير المناخ، بين عامي 2030 و 2050، الى وفاة نحو 000 250 شخصا سنويا بسبب سوء التغذية والامراض والملاريا والاسهال والاجهاد الحراري”، لافتا الى أن “التكاليف المباشرة للضرر على الصحة تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار سنويا بحلول العام 2030”.
وعدد “أهم الآثار الصحية المترتبة على تغير المناخ مستقبلا، كالاتي: زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة والأمراض في الصيف وانخفاضها في الشتاء، زيادة مخاطر الحوادث والآثار على الرفاه العام بسبب الظواهر الجوية المتطرفة، التغيرات في حدوث الأمراض وفي التوزيع الموسمي لبعض أنواع حبوب اللقاح، زيادة مشاكل الصحة الحيوانية والبشرية، عودة ظهور الآفات النباتية والأمراض التي تؤثر على نظم الغابات والنباتات، ومخاطر التغيرات في جودة الهواء والأوزون”.
وتحدث عن مخاطر حرائق الغابات على الصحة، وتداعيات ارتفاع درجات الحرارة في الصيف لا سيما على المسنين، لافتا الى أنه “بحلول عام 2090، من المتوقع توسع المناطق المتأثرة بالجفاف وتزايد الفيضانات”.
وعلى الصعيد العالمي، أشار الى أنه “من المتوقع أن يهدد تغير المناخ إنتاج الغذاء وجودته وأسعاره وأنظمة التوزيع، وانخفاض غلة العديد من المحاصيل، وانخفاض إنتاج الثروة الحيوانية والأسماك”.
وأوضح أنه “بعد الكوارث تزداد مشاكل الصحة العقلية، في ظاهرة تُعرف باسم “ردود الفعل الشائعة للأحداث غير الطبيعية”.
عدلي
من جهته، تحدث الدكتور عماد الدين عدلي من “الشبكة العربية للبيئة والتنمية”، عن “الدور الذي تقوم به الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد” تحضيرا لـ COP28 في مجموعة من الدول العربية من المغرب وموريتانيا وحتى اليمن والعراق، والتي يقودها منسقو “رائد” في هذه الدول ويحضرها أصحاب المصلحة المتعددون من المجتمع المدني، الحكومات، القطاع الخاص والإعلام وغيرهم.
وركز على “علاقة الصحة بالتغيرات المناخية من خلال محورين: الأول شح المياه في المنطقة العربية والذي يتزايد بفعل التغيرات المناخية، والثاني الأمن الغذائي”.
وأكد “أهمية الاسراع في استخدام التقنيات الحديثة من الطاقات المتجددة لا سيما النظيفة، والتوجه دائما إلى الأحدث منها في سبيل المحافظة على تنمية الإنسان وعلى البيئة التي يعيش فيها”.
وأعلن أن “رائد ستنظم ثلاثة لقاءات افتراضية ستنتهي بخروج بيان يقدم في COP28 كأحد المساهمات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني العربي لقمة المناخ”، موضحا أن “هذه اللقاءات ستناقش ما تم استخراجه من اللقاءات الوطنية التي قام منسقو “رائد” بتنفيذها في الدول العربية”، مؤكدا على وجوب “اضطلاع الدول الصناعية الغنية المتسببة في النسبة الاكبر من الانبعاثات بمسؤوليتها في مواجهة تغير المناخ”.
قديح
بدوره، عدد خبير التلوث الصناعي الدكتور ناجي قديح، مخاطر تغير المناخ على الصحة ومنها: “التسبب بالوفاة أو المرض نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة، موجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والعواصف والفيضانات وتعطل النظم الغذائية، زيادة الأمراض حيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه والنواقل ومشاكل الصحة النفسية”.
وتناول “تقويض المحددات الإجتماعية للصحة الجيدة من سبل العيش والمساواة بإتاحة الرعاية الصحية وهياكل الدعم الاجتماعي”، موضحا أن “الفئات الأكثر تأثرا هي الضعيفة والمحرومة والنساء والأطفال والمهمشون والمهجرون وكبار السن والمرضى”.
وتحدث عن “تفاقم الآثار الصحية لملوثات الهواء الأولية والثانوية الناتجة عن عمليات كيميائية – ضوئية مثل الأوزون الأرضي، وتفاقم تلوث الأوساط البيئية بالمواد الكيميائية الخطرة الناجم عن ازدياد استعمال الأدوية والأسمدة الزراعية ومخلفات المواد الصيدلانية”.
ودعا الى “اعتماد سياسات وطنية وإقليمية وعالمية للتخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة والتحول الشامل نحو اقتصاد خال من الانبعاثات الكربونية، وتسارع التحول إلى الإعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وتسارع انتشار المشاريع لبناء بنية تحتية واسعة الإنتشار لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته”.
التوصيات
وخلصت الجلسة الى التوصيات الاتية:
“توصيات على المستوى العالمي
1- ضرورة العمل العالمي المشترك لخفض مستوى إنتاج الغازات الدفيئة ووضع الاستراتيجيات والخطط المرحلية لتحقيق هذا الهدف
2- دعم البحث العلمي ومشاريع الأبحاث العالمية المشتركة لرصد تطور انتشار نواقل الامراض وبالتالي انتشار الاوبئة والأمراض المرتبطة بتغير المناخ
3- انشاء محكمة دولية لحماية البيئة مهمتها متابعة المشاكل البيئية الخطيرة خاصة التي لها اضرار مباشرة على صحة وحياة الناس، يتم اللجوء اليها عندما تهمل السلطات المسؤولة ولا تبادر للتدخل لوقف هذه المخاطر، وبالتالي يكون لها القدرة على التحقق والتقييم والمحاسبة
4- انشاء مراكز دولية متخصصة في اطفاء حرائق الغابات تكون مزودة بوسائل تدخل متطورة مثل الطائرات، قادرة على التدخل ومساعدة الدول عند وقوع الكارثة
5- العمل على إدخال موضوع مخاطر تغير المناخ على كوكب الأرض وساكنيه في المناهج التعليمية
6- تشجيع عقد المؤتمرات والندوات للشباب ودعم المشاريع الشبابية التي تعنى بالبيئة والحد من التلوث
7- دعم انشاء الشرطة البيئية في البلديات خاصة في أماكن الغابات ومصادر المياه
8- دعم مشاريع البنى التحتية لمد شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة
9- دعم برامج التكيف اللازمة لتحقيق الأمن المائي والغذائي لضمان حماية المجتمعات المهددة بالتغيرات المناخية من أخطار تلوث المياه وسوء التغذية
توصيات على المستوى اللبناني
1- الدعوة للتدخل والمساعدة لإنقاذ لبنان من الخراب البيئي من خلال
توفير الدعم لقيام مشاريع سليمة وعلمية لملف النفايات ومعالجتها
2- توفير الدعم لموضوع شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة
3- انشاء صندوق دعم لتزويد أهالي القرى الجبلية بمادة المازوت الضرورية للتدفئة في فصل الشتاء للحد من عمليات القطع الجائر للأشجار المعمرة
4- دعم فرق المستجيب الأول لإطفاء الحرائق في الغابات وأيضا الدفاع المدني اللبناني”.