– إحتفل اقليم كاريتاس الاشرفية بالقداس السنوي في كنيسة سيدة العطايا في الاشرفية، ترأسه رئيس الرابطة الأب ميشال عبود، وعاونه منسق الاقاليم الاب رولان مراد وخادم الرعية الخوري شربل شدياق، في حضور نائب رئيس كاريتاس الدكتور نقولا الحجار، المدير التنفيذي جيلبير زوين، رئيس اقليم عاليه – بحمدون بول يمين، رئيسة مكتب اقليم الاشرفية اليان ابي خير والاعضاء، الى ممثلين عن جمعيات محلية وحشد من المؤمنين.
ابي خير
والقت ابي خير كلمة رحبت فيها بالحضور، وتحدثت عن زمن الصوم “الذي هو زمن العطاء والمحبة”، وقالت: “يسوع برهن عن محبته بموته على الصليب، واقليم الاشرفية يعمل بالمقابل مع المتطوعين والعاملين والشبيبة على تجسيد عمل المحبة بالوقوف بجانب المحتاج الذي يدق باب الاقليم”، ولفتت الى ان “الحاجات زادت ولكننا متكلين على الله وعلى عطاءاتكم التي ستكون “من ايدك لباب السما”.
الاب عبود
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الاب عبود كلمة، شكر فيها بإسم مركزية كاريتاس ونائب الرئيس والمدير التنفيذي والأب شدياق على استقباله “في الوقت الذي يحتفل إقليم الأشرفية في كاريتاس بالقداس السنوي في كل حملة صوم، ورئيسة الاقليم وكل فريق العمل”، ودعا إلى “الصلاة لله ليعطينا القوة مع المسؤولين عندنا لنضمن الاستمرار”. وقال: “نتطلع اليوم إلى مثل “الابن الضال” أو” الإبن الشاطر” كما يسميه البعض بإعتبار انه عاد، ولكن كلمة شاطر تأتي من كلمة شطر أي قسم مال ابيه، في الإنجيل لم يذكر لنا الله ان الإنسان اذا ضل يعود بطلا، لكنه ضرب هذا المثل لقوم كانوا يعتبرون انفسهم ابرارا ويحتقرون الآخرين وهذا ما يسمونه الكبرياء الروحي، اما نحن فلا نقوم بأعمال الخير كي يرضى الله عنا، نحن عندما نكتشف حب الله لنا لا نستطيع إلا أن نحبه ونعود اليه، من هنا، أعطاهم هذا المثل لان البشرية منقسمة دائما إلى قسمين، والإنجيل يتحدث دائما عن الباب الضيق والباب الواسع، عن الظلمة وعن النور، وفي إنجيل اليوم يتحدث عن الآبن الأصغر والابن الأكبر، هذا ما نراه داخل كل عائلة حيث يأخذ الاولاد التربية نفسها لكن لكل ولد عقلية متميزة، وهذا ما نعبر عنه بالعامية بالقول (البطن بستان)، وهنا نتطلع إلى الابن الأصغر الذي “جاء إلى ابيه وقال له اعطني حصتي من المال”، هنا يرى الإنسان نفسه قويا وقادرا إلى حدود الاعتزاز، لكن أين هذه القوة؟ كلنا مررنا بتجربة كورونا وشعرنا بسخافة القوة والمال، وقد اشتهى الناس أن تجلس مع بعضها اشتهت الاوكسيجين”.
اضاف: “نعود إلى الإنجيل الذي قال لنا “قسم الأب لهما ثروته وبعد أيام قليلة سافر الابن إلى مكان بعيد” اي صار غريبا، هنا نقول أن الخطيئة سهلة وسريعة لكن التوبة تحتاج للوقت ،فالغربة قد تكون داخل البيت، وقد يكون الإنسان غريبا عن نفسه عن ماضيه ويرفض بعض الامور الموجودة في حياته، فيذهب إلى مكان بعيد لكن متى يعود كما عاد الآبن الضال؟ “لقد ذهب وصرف كل شيء والتحق بأحد الأشخاص السيئين”، وهنا يقول يسوع من ارتكب الخطيئة صار ابا للخطيئة لذلك يجب على الانسان أن يعرف ماذا يتصرف، ماذا يتكلم لان كلمة واحدة تكلفنا حياتنا في بعض الأوقات، لقد بدأ الإبن الضال مشواره ولم يعد يستطيع أن يعود وكيف يتعاطى لان بعض الأشخاص تأخذ منا كل شيء”.
وتابع: “هذا الرجل أنفق كل شيء وبعد ذلك عاد إلى ذاته لم يفكر بأبيه ولا بالتوبة ولا بأي شيء، لقد فكر ببطنه وقال “كم أجير عند أبي يفضل عنهم الخبز وانا اهلك جوعا”، فكم من ولد عاد إلى أهله بعد ضياع بسبب الحاجة وكم من أصدقاء عادوا إلى بعضهم من أجل الحاجة، لكن هذه ليست بعودة وليست الصداقة هذا تفكير مع بعضنا البعض لكن ليس تفكيرا مع الله الذي يريد أن نعود إليه لانه المرجعية، لذلك يقول الانجيل “لقد عاد إلى نفسه وفكر بالعودة إلى ابيه ليقول له لقد خطئت إلى السماء السماء وإليك ولا استحق أن أعود لك لبنان، اجعلني كأحد اجرائك” وهذا كان خطأه الأول بحق ابيه لانه اعتبر أن الخطيئة ترفع عنه صفة النبوة وهذا خطأ لان الذهب يبقى ذهبا حتى لو دفن تحت التراب، فإذا كانت المادة لا تتغير فكيف الحال بالنسبة للانسان، الخطيئة لا تستطيع أن تلغي بالإنسان صفة بنوته لله، كان الإنسان يقرر الكثير وينجز القليل ولدينا طموحات كثيرة لكننا في بعض الأوقات نكون محدودين ولكن هذا لا يمنعنا من الحلم”.
وبعد القداس تبادل المشاركون التهاني في صالة الكنيسة مع التمنيات لرابطة كاريتاس لبنان ولإقليم الاشرفية دوام الاستمرار في سبيل الوقوف بجانب الضعيف.