أخبار عاجلة

افتتاح المركز الاقليمي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” في لبنان المكاري: التحقيقات اظهرت ان استهداف اسرائيل للصحافيين كان متعمداً لقتل الحقيقة

تصوير جيهان قبلان:

عقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم أعلنت فيه افتتاح “المركز الإقليمي لحرية الصحافة” في بيروت، في مركز “توين تاورز”- سامي الصلح، في حضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، رئيس “مؤسسة سمير قصير” مالك مروه والصحافية في قناة “الجزيرة” كارمن جوخدار وهيئات اعلامية .

فانسان

بداية القت مديرة الحملات في منظمة “مراسلون بلا حدود” ربيكا فانسان كلمة رحبت فيها بالحضور وقالت: “أود أولاً أن أشكر شركاءنا في “مؤسسة سمير قصير” على دعمهم القيم، وكذلك كارمن جوخدار على الانضمام إلينا لافتتاح اليوم، ومعالي وزير الإعلام وكان لنا لقاء مثمر امس تناول سلامة الصحافيين في المنطقة والصحافة المحلية وواقع الحرية في لبنان”.

واضافت: “وبينما نجتمع في بيروت اليوم، قتلت قوات إسرائيل أكثر من 100 صحافي في قطاع غزة خلال أقل من 6 أشهر، ومن بين هؤلاء الصحافيين من تم استهدافهم أو قتلهم عمداً أثناء قيامهم بعملهم. ما يجعل من غزة منطقة الصراع الأكثر دموية بالنسبة لوسائل الإعلام في التاريخ، في حين كان للحرب في غزة تأثير لا يمكن إنكاره على الصحافة في المنطقة”.

وتابعت: “اليوم نتذكر عصام عبد الله، صحافي “رويترز” الذي قُتل بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان في 13 أكتوبر 2023. وقد تم دعم النتائج التي توصلنا إليها في تحقيقنا الأولي ك “مراسلون بلا حدود” في مقتل عصام تحقيقات أجرتها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ووكالة الصحافة الفرنسية، وتوصلت رويترز إلى أن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت عصام وأصابت 6 صحافيين آخرين. وهذا ما أكده تقرير صدر مؤخراً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. ومع ذلك لم تتم أي مساءلة عن جريمة الحرب الواضحة هذه، لقد تأثرنا بشدة بالأمس عندما التقينا مع كريستينا عاصي، التي تغيرت حياتها بسبب الجروح الخطيرة في هذا الهجوم، كما أصيب ديلان كولينز بجروح خطيرة ايضا”.

واردفت: “نحن سعداء جدا أن ديلان موجود معنا في الغرفة اليوم، وسوف نستمع بالطبع الى كارمن جوخدار، التي أصيبت في نفس الهجوم. ونحن في “مراسلون بلا حدود”، نعرب عن تضامننا مع هؤلاء الصحافيين الشجعان وكذلك دعمنا الكامل لكفاحهم من أجل العدالة. كما نتذكر الصحافيين اللبنانيين فرح عمر وربيع المعماري اللذين كانا استشهدا بتاريخ 21 تشرين الثاني 2023 جراء قصف صاروخي على بلدة طير حرفا. ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة وعاجلة لدعم الصحافيين الذين يغطون الحرب في غزة والصراعات الأخرى في المنطقة. واستنادا إلى تجربتنا الناجحة في أوكرانيا، حيث افتتحت “مراسلون بلا حدود” مركزين لحرية الصحافة لا يزالان يعملان في كييف ولفيف، ونحن نقوم اليوم بإطلاق المركز الإقليمي لحرية الصحافة في بيروت”.

وقالت: “ومن خلال هذا المركز، نقوم بإنشاء مساحة حيوية للصحافيين للتجمع والعمل وتزويدهم بمجموعة من معدات الحماية والخدمات الأساسية، مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص، ومستلزمات الإسعافات الأولية، والدعم النفسي، والمساعدة القانونية، و التدريب في مجال الأمن الرقمي والمادي، وخاصة لأولئك الذين يخططون للسفر إلى فلسطين. ومن خلال القيام بذلك، نسعى إلى جعل المكان آمنًا قدر الإمكان للصحافيين للقيام بعملهم وإعداد تقارير عن الحرب في غزة والصراعات الأخرى في المنطقة”.

واضافت: “على مدى الأشهر الستة الماضية، استخدمت مراسلون بلا حدود مجموعة من التكتيكات لمعالجة جوانب مختلفة لأزمة الصحافة التي خلقتها الحرب في غزة، بما في ذلك المراقبة المستمرة والتنبيه على الحالات والتطورات؛ تعبئة الجمهور؛ الانخراط في الدعوة مع الحكومات والهيئات الدولية؛ تقديم سلسلة من الشكاوى القانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ وتقديم المساعدة الطارئة للصحافيين في غزة، بما في ذلك العمل مع شريكنا المحلي “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)،لتوفير المعدات المهنية ومنتجات البقاء الأساسية، وإنشاء ثلاث مساحات عمل في غزة”.

واستطردت: “ولكن مع استمرار إغلاق حدود غزة مع إسرائيل ومصر، والوضع في الضفة الغربية غير مستقرة بطرق أخرى، افتتاح مركز مثل هذا غير ممكن حاليا في تلك المناطق. وفي الوقت نفسه، برزت بيروت كمركز واضح للصحافيين الذين يغطون الأحداث الحرب في غزة، من الشرق الأوسط وخارجه. على الرغم من حرية الصحافة في لبنان هناك مجال كبير للتحسين، والإرادة السياسية التي تم التعبير عنها لتعزيز هذا المناخ، وضمان سلامة الصحافيين ومعالجة المجالات الأخرى التي تحتاج إلى إصلاح يمثل فرصة وإلى اتخاذ إجراءات هادفة لتمييز لبنان باعتباره مثالا إيجابيا للمنطقة. ونأمل أن يكون افتتاح هذا المركز بمثابة حافز في هذا الصدد”.

وختمت: “من خلال افتتاح مركز بيروت لحرية الصحافة، تلتزم “مراسلون بلا حدود” بتقديم المساعدة، ويواجه متخصصو المعلومات التحديات المحددة التي يواجهونها في إعداد التقارير عن الحرب في غزة وخارجها. ونحن نسعى إلى تحسين سلامة الصحفيين وحمايتهم بشكل ملموس ودورهم الحيوي في إعلام الجمهور، وعلى نطاق أوسع، في الدفاع عن حرية الصحافة في العالم الشرق الأوسط وحول العالم. نشكركم جميعًا على انضمامكم إلينا في عملية الإطلاق اليوم ونتطلع إلى العمل معا من أجل ذلك إنجاح هذا المركز”.

مروة

ثم تحدث رئيس “مؤسسة سمير قصير” مالك مروه واستهل كلمته بتوجيه “تحية لروح الاعلامية جيزيل خوري التي أسست مؤسسة سمير قصير، وبرؤيتها البعيدة ونشاطها وطاقاتها الكبيرة أحيت هذه المؤسسة، فلها منا اليوم الف تحية لروحها”، وشكر “منظمة مراسلون بلا حدود على تعاونهم مع مؤسسة سمير قصير وافتتاحهم هذا المركز بالشراكة والتعاون معنا، وأهمية هذا المركز هو الحاجة لأننا نعيش في حالة حرب والصحافيون يسعيشون في حالة مزرية جداً، حيث وقع 3 شهداء و12 جريحا من الصحافيين على ارض الجنوب، والمجازر التي ترتكب ضد الصحافيين في غزة غير مسبوقة بتاريخ الصحافة اضافة، الى المشاكل التب يواجهها الصحافيون في سوريا”.

وقال: “انا أناشد الصحافيين اللبنانيين، خصوصا أننا أعددنا دراسة حول الصحافيين والمؤسسات التي يعملون فيها، حيث تبين لنا أن التأمين على حياتهم غير موجود واذا وجد فهو رمزي ولا يغطي التكاليف، لذلك أناشد الصحافيين لأن يتوقوا ويستعملوا هذا المركز، ونحن في مؤسسة سمير قصير قمنا باجراء دورات لتدريب الصحافيين في كيفية التعامل مع اخطار الحروب، وهذا التدريب جدي يستغرق خمسة أيام ويحاكي واقع العمل على الارض وما يتوقع من اخطار انفجارات وغيرها، اضافة الى تأمين الحماية الرقمية لهواتفهم”.

وختم: “ولذلك أناشد الصحافيين اللبنانيين بسبب وضعهم الصعب والتجهيزات التي بحوزتهم في أغلبها لا تراعي الشروط الدولية، ان يستخدموا هذا المركز، ونحن متضامنون معكم في مؤسسة سمير قصير ونعمل على أي برنامج يؤمن حمايتكم ويطور عملكم”.

جوخدار

ثم تحدثت الصحافية كارمن جوخدار عن تجربتها واصابتها الخطيرة خلال تأديتها “مهمتها الاعلامية على ارض الجنوب، في 13 تشرين الاول حيث استهدفت اسرائيل 7 صحافيين على ارض الجنوب واستشهد يوlها الزميل عصام عبدالله وأنا اصبت اصابة بليغة. يوجد عدة مستويات يجب أن نتكلم عنها، يوم البارحة عدت الى التغطية، يوجد زملاء غير مدركين لأهمية التجهيزات الواقية، ولكنها شديدة الاهمية لسلامتهم، كما أن الصحافيين معظمهم غير مدربين ولا يعرفون حقوقهم”.

واضافت: “وأتوجه الى المؤسسات الاعلامية لأقول لها أنها مسؤولة تجاه الصحافيين الذين يقومون بواجباتهم، حيث نقوم بتغطية الانتهاكات ضد لبنان وضد الانسان ونغطي حقبة من تاريخ هذا البلد، فالمؤسسات مسؤولة أن تتعاون مع الدولة والمنظمات من اجل سلامة الصحافيين، لا مكان آمنا في الجنوب وفي أي ساحة حرب. كما على المستوى القضائي والقانوني، وبالتالي على المؤسسات الاعلامية، أن تطلع وتعرف كيف متابعة حق الصحافي وواجباته”.

وختمت بشكر منظمة “مراسلون بلا حدود” مشددة على “اهمية توثيق الاحداث ضد اسرائيل التي تعودت الافلات من العقاب، ودعم الصحافيين والوقوف الى جانبهم لتأدية مهامهم بأفضل مستوى. وفي ظل ضعف الدعم من المؤسسات الاعلامية يبقى الدور الاهم للمنظمات الدولية”.

المكاري

ثم القى الوزير المكاري كلمة عبر فيها عن “فخره بأن يتم افتتاح هذا المركز في بيروت، التي ستبقى منارة في الشرق الاوسط”، كما توجه بالشكر الى “مؤسسة سمير قصير” لافتا الى “اهمية التعاون بين الصحافيين” وقال: “نحن كمؤسسة رسمية وتلفزيون رسمي ارسلنا صحافيين خضعوا لدورة تدريب مع مؤسسة سمير قصير، وصحافيو “الوكالة الوطنية” وتلفزيون لبنان قاموا بدورات عديدة مع الجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الاحمر”.

وفي موضوع اغتيال الصحافيين قال: “أظهرت التحقيقات كلها ان الاستهداف كان متعمداً لقتل الحقيقة، ولثني الكثير من الصحافيين عن القيام بمهامهم لتوثيق الاعتداءات الاسرائيلية”.

واضاف: “نحن كوزارة اعلام وكحكومة لبنانية غير موقعين على أي معاهدات لها علاقة بمحاكم جنائية ومحاكم دولية، إنما نقوم بما يمكننا القيام به من مراسلات تمكن اشخاصا مثل شقيقة عصام عبدالله أن تتقدم بدعوى، ولذلك سيعرض في أول جلسة لمجلس الوزراء بأن يكون تحقيق وكالة “رويترز” تحقيقا مفصلا تعتمده الدولة اللبنانية، حتى تستطيع عائلة الشهيد عصام أن تتقدم بشكوى أمام الهيئات الجنائية والدولية”.

وتابع: “جزء من الحرب اعلامي وجزء آخر توثيقي لما يجري من انتهاكات وخروقات لها علاقة بسيادة لبنان وبالقرار 1701. وفي موضوع سلامة الصحافيين نحن عملنا كثيرا ونتعاون مع الهيئات الدولية وسيصلنا قريبا تجهيزات للصحافيين، وأود أن أقول أننا راسلنا الكثير من المؤسسات الاعلامية التي لديها مراسلون في الجنوب ان يتخذوا الاجراءات الجدية في التجهيزات والتدريب تحت طائلة المسؤولية”.

وختم: “في موضوع حرية التعبير في لبنان، فهو تقدم 11 نقطة في السنة الماضية، ويمكن أن يعود وينخفض هذا التقدم، ولكن ذلك ليس له علاقة بحرية التعبير بقدر ما يكون له علاقة بما يجري على ارض الجنوب. وفي جميع الاحوال نحن سعداء بالتعاون مع كل منظمة دولية تؤمن بالحرية وبسلامة الصحافيين”.

ثم كان حوار مع الحضور.