بدعوة من حزب الخضر اللبناني والمجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الإسلامية وحوار الأديان ، عُقد لقاء تحت عنوان: وحدتنا مسؤوليتنا، تضمن مواقف ومبادرات إستكمالاً للعمل الذي بدأ سابقاً لتعزيز الوحدة الوطنية في وجه الإعتداءات الإسرائيلية، وذلك بتاريخ 4/4/2024 الساعة الرابعة بعد الظهر في مركز الحزب الكائن في جسر الباشا، حضره العديد من الفعاليات الدينية والإجتماعية والسياسية والإعلامية والاكاديمية ومن المهتمين بالشأن العام.
بدأ اللقاء بكلمة للإستاذ فادي أبي علام رئيس حزب الخضر قال فيها أننا أمام فرصة لتجديد الوحدة الوطنية أمام العدوان الحالي على لبنان وفلسطين، فنحن في حالة حرب مع اسرائيل التي انتهكت وقف إطلاق النار حوالي 17 ألف مرة منذ العام 2006، فهي دولة بدون حدود ولا يمكن لنا أن نستهين بالمشروع الصهيوني، الذي لم يقبل بمبادرة قمة بيروت العربية في العام 2002 التي تنص على الأرض مقابل السلام.
كما أشار الى أن ما يحصل في غزة من مجازر هو أمر غير مقبول، وأن 67% من سكان غزة هم من لاجئي أراضي 1948، بالإضافة الى أن اسرائيل أصدرت العديد من القرارات التي توسّع الإستيطان في الضفة الغربية ولم تحترم القرارات الدولية التي تمنع ذلك. وأن هذا أمر غير طبيعي وأن حوالي 500 بلدة فلسطينية تم محوها عن الخارطة في فلسطين. كما رأى أن أي صراع داخلي يتماهى مع المشروع الصهيوني، وأن المسلم اللبناني هو أقرب الى المسيحي اللبناني منه الى المسلم البعيد في دولة أخرى، والعكس صحيح، وأن تضامننا هو لخلق خطاب سياسي وحدوي جديد، فالهجرة من لبنان بلغت حوالي 630 ألف لبناني في العشر سنوات الأخيرة ومن واجبنا أن نضحي بالوقت والفكر لإنقاض وطننا من محنته.
تعاقب على الكلام بعده العلامة محمد حسين الحاج رئيس المجمع الثقافي الجعفري الذي شدد على أهمية وضع تصور عملي وتطبيقي لإستكمال هذه الإجتماعات، وأعطى الكلام للمشاركين من أجل الإدلاء بأفكارهم، حيث رأى بعد ذلك بأن الخلاف في لبنان هو حول مسألتين هما: المقاومة وسلاحها وما تقوم به من جهة، وحول المحاصصة الطائفية في الدولة من جهة أخرى. كما رأى بأن أي جهة سياسية تسعى الى التغيير لا بد لها من إمتلاك القوة الشعبية لتتمكن من ذلك.
كما طرح تصوره لتعزيز موقف وطني موحّد من خلال تشكيل هيئة حوار مؤلفة من عدة جمعيات وشخصيات، لها قدرة على التواصل مع الجهات السياسية الأخرى في لبنان، لمحاولت تقريب وجهات النظر عند كل الأطراف، يصار من بعدها الى عقد لقاء وطني كبير يكون أساساً لموقف وطني قوي موحّد.
كان للمشاركين العديد من المداخلات التي تمحورت حول كيفية معالجة الإنقسام الحاصل في المجتمع اللبناني والمواقف من العدو الإسرائيلي، وبناء الدولة ودور المقاومة، ووجوب عقد لقاءات حوارية في المناطق اللبنانية المختلفة حول مواضيع محددة. وقد أجاب عليها كل من العلامة الحاج والاستاذ أبي علاّم.
من المداخلات التي حصلت اثناء اللقاء
الإستاذ حسين عثمان أمين عام حزب الإشتراكيين العرب: الذي قال أنه يجب علينا التركيز على الوحدة الوطنية، وعلى التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، داعياً كل الأحزاب الى المشاركة في العمل المقاوم في جنوب لبنان.
الأستاذ شوقي سري الدين عضو لقاء الهوية والسيادة: الذي دعى الى عقد إجتماعي جديد مبني على أساس أن الحقوق السياسية هي للمواطن وليس للجماعة وأن يكون المواطن هو مصدر الحقوق، وإلى إجراء إستفتاء حول النظام السياسي الجديد.
الدكتور رائف رضا: الذي قال أننا بحاجة الى الألفة في هذا البلد، كما رفض إستعمال كلمة تعايش التي تدل على شعبين مختلفين، وأن الفرقاء اللبنانيين لكل منهم وجهة نظره في المقاومة فالكل كان لديه مقاومة. كما رأى أن العرب لا يتحركون لمساندة القضية الفلسطينية، داعياً الى الإهتمام بالإعلام كسلاح يختلف عن المقاومة العسكرية، والعمل على تعزيز المواطنه.
النائب مارك ضو: الذي رأى أن ميزة لبنان تتجسد في مبدأين هما: الحرية والديمقراطية.
الحرية: سمحت للبنانيين ولكل الأحرار في العالم العربي بالمجيء الى لبنان للتعبير عن آرائهم.
الديمقراطية: الديمقراطية التي سمحت بالمشاركة السياسية والتأثير على القرار السياسي.
وأن هذان المبدأين طبعوا كل تاريخ لبنان السياسي الحرية والديمقراطية. فالحرية هي ضمانة الدولة والمساواة بين المواطنين، وأن الكل في لبنان متفق على أن إسرائيل هي العدو وجرى تجاوز هذا الموضوع القديم، وأن ملاذنا الوحيد هو حصرية السلاح في يد الدولة والطلب الى جميع المؤسسات العمل على خدمة الأهداف المجتمعية والمحاسبة. كما دعى الى نقل الحوار الى مختلف المناطق اللبنانية حول مواضيع محددة، على أن يبقى الأساس هو المحافظة على مبدأي الحرية والديمقراطية.
العميد منير عقيقي من الرابطة المارونية أشار الى أن الوحدة الوطنية موجودة في وجه الإعتداءات الإسرائيلية في غزة والجنوب، وأن الإسرائيلي هو العدو لكل اللبنانيين، وأنه يمكننا تعزيز الوحدة الوطنية بممارسة الديمقراطية والمحافظة عليها، وان الحل في لبنان يكون عبر بناء الدولة وتطبيق القانون والمحافظة على البعد الوطني فلا يكون لبنان دولة مسيحية ولا دولة إسلامية. وأن من واجب الدولة تحرير الأرض المحتلة، ويجب البدء بانتخاب رئيس للجمهورية لإعادة بناء المؤسسات والإنتظام العام.
الدكتورة بارعة الأحمر: التي رأت أن الخلاف في لبنان يتمثل في إتجاهين هما: الخلاف اتجاه إسرائيل أولاً، واليوم أصبح كل اللبنانيين يعتبرون أن إسرائيل هي العدو، وأن هذه المجموعة الصغيرة ( الأنتليجنسيا) المجتمعة اليوم يمكن أن تنتج الشيء الكثير خارج كل إصطفاف طائفي. متسائلةً كيف يمكن أن نحقق ما قال به النائب ضو من دون إعادة النظر في النظام السياسي في لبنان عبر تعديل الدستور أو عبر عقد مؤتمر حوار وطني للبحث في النظام السياسي.
ومن جهة ثانية فإن الخلاف هو حول التركيبة والنظام السياسي في لبنان، وحول كيفية معالجة الخلل في هذا النظام الذي يولد الأزمات والحروب.
وتم الانفاق على مواصلة الجهود لتوحيد الموقف اللبناني وتعزيز الوحدة الوطنية .